شجار بين المتظاهرين ينهي مسيرة تدعو للمصالحة في غزة
انتهت تظاهرة شارك فيها مئات الفلسطينيين للدعوة إلى الوحدة الوطنية في غزة يوم الأربعاء، وسط مشاجرات أظهرت عمق الخلافات التي تؤخر المصالحة وعملية التعافي من الحرب المدمرة في الصيف الماضي.
ومنحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الضوء الأخضر للتظاهرة، التي نظمتها مجموعات من طلاب الجامعات ذات توجهات سياسية مختلفة.
ودعا الطلاب، الذي كانوا يلوحون بالأعلام الفلسطينية، حركتي حماس وفتح إلى حل الخلافات التي تعاني بسببها حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتاها العام الماضي.
وتسيطر حماس على القطاع منذ الاستيلاء عليه من حركة فتح عام 2007، وفشل الفريقان في الاتفاق على الجهة التي ستتولى السيطرة على المعابر الحدودية إلى غزة.
وأخر الخلاف صرف المساعدات الضرورية لإعادة إعمار القطاع بعد حرب الخمسين يوما في الصيف الماضي، فضلا عن توقف مخصصات الوزارات والرواتب للموظفين الحكوميين الذين عينتهم حماس.
وبعد اندلاع أعمال العنف في التظاهرة في حي الشجاعية بغزة، الذي تضرر بشكل كبير خلال الحرب في شهري تموز/ يوليو وأغسطس/ آب الماضيين، أدلى المتظاهرون ومسؤولو حماس بروايات متضاربة عما جرى.
واتهم أحد مؤيدي حركة فتح حماس بأنها أرسلت رجالا يحملون الهراوات بثياب مدنية إلى موقع التظاهرة، لمهاجمة جماعات طلابية منافسة، في حين وقف رجال الشرطة الرسميون موقف المتفرج.
وقال صحفيون محليون إن رجال أمن يرتدون ملابس مدنية اعتدوا عليهم بالضرب.
وقال متظاهر من فتح "كنا نردد شعارات تدعو لإنهاء الانقسام، وتدعو الى إعادة الإعمار، إلا أن حماس اتهمتنا بأننا نحاول تسييس المسيرة."
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التي تديرها حماس، إياد البزم، إن المتظاهرين كانوا يتشاجرون فيما بينهم، وتدخلت الشرطة للفصل بينهم.
وأوضح في تعليق على الحادث على موقع فيس بوك "سارت الفعالية على ما يرام حتى انتهاء جميع فقراتها وعند انفضاض المشاركين انقسموا لعدة مجموعات وجرى مشادات فيما بينهم، ما دفع الشرطة للتدخل خشية تطور الأمر وحفاظا على حياة المشاركين والنظام العام وقد ساد الهدوء بعد ذلك."
وقال متظاهر مؤيد لحماس إن الطلاب المؤيدين لفتح وغيرها من الفصائل الأخرى انسحبوا من التظاهرة غاضبين، بعد إطلاق شعارات تطالب عباس بإنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.