صور|حلم العودة إلى الوطن.. رغم الحرب اليمن لايزال سعيدا
بين الحنين للعودة والخوف من المجهول.. يتواجد اليمنيون يوميًا أمام مقر الخطوط الجوية اليمنية بالمهندسين، للمطالبة بعودتهم إلى بلدهم رغم الأجواء المتوترة في اليمن، خاصة بعد نفاد مواردهم المالية بسبب إغلاق البنوك اليمنية ووقف التحويلات.
لم يمنعهم القيظ من رحلة البحث عن العودة إلى مسقط رأسهم، وجوههم شاحبة، يُرى عليها أثر التعب، افترشوا الأرض، تراصوا أمام بوابة الخطوط، ولسان حالهم " لاشيء في الدنيا أحب لناظري من منظر الخلان والأصحاب". يريدون العودة بأي ثمن:" بلدنا ولو فيها حرب جنة".
يقول دحان التالبي "طبيب تخدير": "كان المفترض أننا نسافر منذ شهر أو أكثر، وكل يوم نأتي هنا ونتلقى وعود بالعودة إلى اليمن دون جدوى، مالدينا من نقود لايكفي، وعلاجي توقف بسبب عدم وجود تحويلات بنكية من اليمن للقاهرة".
ومثل دحان مئات اليمنين يتوقون للسفر إلى اليمن، لايشغل بالهم الحرب هناك، جاؤوا إلى القاهرة لتلقي العلاج، لكن نفاد مواردهم المالية كانت دافعًا لهم لطلب العودة.
ينفق دحان مالايقل عن 3000 جنيه شهري على مصاريف علاجه، حيث يعاني من أمراض الضغط والسكر، ويسكن في أحد الشقق السكنية في الدقي بأجر 100 جنيهًا يوميًا، حيث أكد: " الحرب دمرت كل شيء هناك، وتسببت في تعطل سفرنا إلى اليمن، ما نريده العودة إلى بلادنا وأهلنا".
يتفق معه عبدالله صبري "موظف" قائلا: " المساعدات لم تعد تصلنا من صنعاء، لذلك نريد العودة، نحن لانخاف من الحرب هناك، فقط أريد أن أرى زوجتي وأمي وخلاني".
وعلى مقربة منهم، يقف الرجل السبعيني صالح الجراري "مزارع،، والذي شاركهم في التعليق قائلا: "لدي مزرعة في بلدي أزرع فيها حبحب (بطيخ) وقمح وشعير... أعول 11 هم أبنائي وزوجتي وإخوتي، وتكلفة علاجي تبلغ شهريًا 10.000 دولار، ولم تعد تأتي نقود، ومشروع علاجي أنا وزوجتي توقف بسبب شح النقود، وهذا أثر على صحتنا وحالتنا النفسية".
أما محمد علي "مزارع" فأكد "في اليمن عندي أولادي وأسرتي، وآكل مما تزرعه يدي، أقوم بزرع حبات العنب والخوخ، في بلدي هناك العمل والأسرة والأحباب".
وفي الوقت الذي لا تشغل الحرب تفكير اليمنيين كثيرًا، حيث يبرر ماجد الجعيدي "موظف" سبب الإصرار على عودته إلى اليمن بقوله " بلدي أحب أن أتنسم هوائها، وأسير على ترابها، لايهمني مجريات الحرب حتى لو أروح هناك وأموت".