التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:48 م , بتوقيت القاهرة

"مياه المتوسط".. سر تمسك مصر بعدم تقسيم الحدود البحرية

قال الخبير الأمني، محمد إبراهيم، إن مصر تملك موارد نفطية قادرة تؤهلها لأن تكون إحدى الدول الأوائل المصدرة  للغاز، ففى المياه الآقليمية المصرية في شرق البحر الأبيض المتوسط في منطقة المياه العميقة توجد آبار كبيرة للغاز، والغاز الطبيعى المسال".


وأشار إبراهيم، في تصريح لـ"دوت مصر" اليوم الأربعاء، إلى أزمة تقسيم الحدود البحرية، التي تحاول مصر الإسراع فيها بما لا يخل من حقوق الدول المتشاطئة عليها، والتى تشمل "قبرص واليونان وسوريا وفلسطين ولبنان"، لافتا إلى عدم استقرار المنطقة سياسيا يعد سببا رئيسيا يدفع مصر لإرجاء تقسيم الحدود البحرية.


وأضاف أن المياه الإقليمية بالبحر المتوسط  هي موضع نزاع بين عدة دول مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهي "إسرائيل وتركيا واليونان وقبرص"، إضافة إلى أراضى السلطة الفلسطنية في الضفة الغربية وغزة وسوريا ولبنان،  لافتا إلى أن هذه الدول دخلت في مناوشات دبلوماسية هادئة فيما بينها، للبحث والتنقيب عن الغاز في المياة الإقليمية العميقة، بهدف تأمين احتياجاتها من الطاقة، وتثبيت حقوقها التاريخية، وهذه المنطقة التي تقع على بعد 190 كيلو مترا من ميناء دمياط المصري.


وأوضح إبراهيم أن آبار الغاز في مياه البحر المتوسط المكتشفة حديثا كفيلة بأن تحول مصر إلى دولة غنية، ومن أكبر الدول المصدرة للغاز وأهمها في العالم، ففي هذه المنطقة ثروات تعبر بنا إلى مصاف الدول ذات الثراء الكبير، ولذلك فالتعامل مع هذا الملف هو بمثابة إنقاذ المصريين من البقاء تحت خط الفقر إلى الثراء وارتفاع مستوى المعيشة بدرجة كبيرة.



وأكد أن الحكومة المصرية تعتبر مسألة "عدم ترسيم الحدود البحرية بين دول شرق البحر الأبيض المتوسط يتيح الفرصة لبعض الدول، خاصة إسرائيل، للاستيلاء على مكامن الغاز غير المكتشفة في هذه المنطقة، وغالبا ما تواجه إسرائيل، التي شرعت في إنتاج الغاز من ثلاثة حقول في البحر الأبيض المتوسط، وتمهد للتنقيب في أربعة حقول أخرى، اتهامات من خبراء ومراقبين ومسؤولين في دول حوض البحر الأبيض المتوسط بانتهاكها الحدود البحرية، والسطو على حصص جيرانها.


فيما استعرض الخبير العسكري اللواء أحمد ناصر الدين المباحثات السياسية بين الدول التي تتقاسم خيرات البحر المتوسط، وقال: قامت اليونان  بإرسال  "مخاطبة رسمية" لوزارة الخارجية المصرية نهاية عام 2012 لتخبر الجانب المصري باستعدادها لبدء المسح "السيزمي لبعض المواقع البحرية في المياة العميقة في البحر الأبيض المتوسط.


ولفت نصر الدين إلى أن اليونان أرسلت خريطة تطلب فيها تعيين الإحداثيات لحدود مصر حتى لا تنتهكها اليونان في عمليات المسح، وطلبت الخارجية المصرية من اليونان خريطة لإحداثيات محددة لعرضها على اللجنة العليا لترسيم الحدود، ردا على طلب اليونان.


وأضاف أنه في لبنان تم الاتفاق مع العديد من الشركات للبحث والتنقيب عن الغاز، وتأمل لبنان في أن تبدأ عمليات استخراج الغاز عامي 2016 و2017، وهو ما سيخفض بشكل كبير فاتورة توليد الكهرباء في لبنان، ويخلف طفرة في الصناعات والوظائف المرتبطة بالطاقة.



وأوضح أن الملعومات الواردة تؤكد قيام إسرائيل بالاستحواذ على حوالي 860 كيلو مترا مربعا من المساحة التي تدخل ضمن الحدود البحرية اللبنانية، لافتا إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتوسط بين إسرائيل وقبرص لإعادة ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، إلا أن إسرائيل قامت بضغط هائل على الولايات المتحدة الأمريكية، التي أثرت الانسحاب من الوساطة في النهاية، كما قيل إن إسرائيل قامت بحملات للضغط على الشركات العالمية للنفط للامتناع من استكشاف الغاز اللبناني.


وبشأن الوضع في سوريا، قال نصر الدين إن الظروف السياسية التي تمر بها دفعت الحكومة لتأجيل الإعلان عن نتائج المزايدة العالمية التي طرحتها للتنقيب عن الغاز في المياه العميقة، كما أكد المسؤولون اللبنانيون أن بلادهم غير قادرة على التفاوض مع سوريا لترسيم الحدود البحرية، في ظل الوضع القائم.


أما الوضع  بالنسبة لفلسطين، فأشار إلى أن سقف التوقعات لمشروع استخراج الغاز من سواحل قطاع غزة عالٍ جدا بالنسبة للسلطة الفلسطنية، التى كانت تخطو خطواتها الأولى نحو استقلال اقتصادى باستغلال مواردها الطبيعية، ففي 1999 بدأ العمل في المشروع من جانب صندوق الاستثمار الفلسطينى بشركات أجنبية أهما شركة "بريتيش غاز".


وأشار إلى إن المطورين استطاعوا اكتشاف ما يزيد عن 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وكان من المتوقع أن يدر هذا المشروع نحو مليار دولار أمركي، أي 50% من الأرباح إلى جانب الاكتفاء الذاتي من الغاز، لسد حاجة السوق المحلية، لكن المشروع، وبحسب صندوق الاستثمار الفلسطيني توقف مع بدء انتفاضة الأقصى، بسبب سيطرة إسرائيل على المياة الإقليمية الفلسطنية، واشتراط تل أبيب الحصول أولا على موافقتها للسماح بمد أنابيب الغاز وتوريده للخارج، كما لم تسمح إسرائيل للسلطة بالاستفادة من المشروع لسد احتياجات السوق المحلية من الغاز بدلا من استيراده.



وعن موقف تركيا، قال الخبير العسكري نصر الدين إنه لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ميلا للخروج من عزلته الإقليمية والدولية، عبر تعزيز وضع بلاده الاقتصادي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، للاستفادة من تصدير النفط النفط الإسرائيلى والقبرصي عبر تركيا، وتعزيز موقع تركيا بالتالى كناقل للغاز والنفط بعدما فشلت في مد الغاز القطري والخليجي عبر سوريا جراء عجزها من إسقاط نظام بشار الأسد. 


ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، الأربعاء، قبرص في زيارة رسمية ضمن جولة أوروبية تشمل زيارة إسبانيا، وكان في استقباله الرئيس القبرصي والحرس الجمهوري الشرفي، الذين قدموا له التحية في مطار قبرص.


ويعقد الرئيس جلستي مباحثات مع نظيره القبرصي، ورئيس الوزراء اليوناني، إضافة إلى قمة ثلاثية، تعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاثة، ثم مؤتمر صحفي.


وشدد السيسي، في حوار لصحيفة "الموندو" الإسبانية الثلاثاء، على عمق وتميز العلاقات المصرية الإسبانية، مؤكدا أهمية البعد المتوسطي في السياسة الخارجية المصرية، وأن مصر تتطلع لتعزيز علاقاتها مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي.