مصريون عن تأسيس حزب علماني: "مش سهلة لكن مستاهلة"
في أقل من 48 ساعة، تحولت دعوة طرحت للنقاش على موقع "فيس بوك"، عبر عدد من الحسابات الشخصية، إلى مانشيت صفحة أولى لعدد الخميس من صحيفة "الوطن" بعنوان "انفراد : ملحدون يدعون إلى تأسيس الحزب العلماني المصري" وقبل صدور العدد ناقش البرنامج الشهير "ممكن" على فضائية الـ CBC الخبر.
في التقرير التالي استطاع "دوت مصر" التواصل مع عدد من الداعين لتأسيس الحزب العلماني المصري للتعرف على الأسباب التي دفعتهم لإطلاق تلك الدعوة، والخطوات التي يعتزمون اتخاذها من أجل تحقيق مطلبهم.
الكاتب المصري مؤمن المحمدي أوضح أنه "من حق أي شخص الدعوة لتأسيس حزب تحت أي مسمى، لكن السؤال هو "هل يستطيع مؤسسو الحزب جمع توكيلات تسمح بخوض نقاش حول مدى دستورية الحزب داخل لجنة شؤون الأحزاب المختصة بذلك؟".
كان "المحمدى" قد كشف عن وجود مبادرة لتأسيس حزب علماني مصري يوم الثلاثاء الماضي، معلنًا دعمه لها.
أما وكيل مؤسسي الحزب المعلن "هشام عوف"، فهو يجيب عن سؤال لـ"دوت مصر": ليه حزب علماني؟ قائلا: "الأحزاب بالتعريف علمانية، لكن عندنا وضع استثنائي، أحزاب دينية ومنظمات تتحكم بها (كالدعوة السلفية) وأحزاب مدنية لكنها منبطحة أمام الإسلام السياسي وتتحدث عن مرجعية دينية"، لذلك يؤكد عوف أن استخدام كلمة "علمانية" في الاسم مقصودة، لأن مفهوم الدولة نفسه - على حد قوله - مهدد لصالح الطائفية.
يشكك البعض في مدى جدوى ظهور مثل هذا الحزب في المناخ السياسي الحالي، بعض الليبراليين الذين تحدثوا إلينا تحفظوا على ذكر اسمهم لعدم الدخول في جدل وصفوه بالعقيم، وخاصة مع وجود دعوات مثل خلع الحجاب، التي وصفوها بالسخيفة، لأنها تخلق حالة من الاستقطاب والاستقطاب المضاد.
لكن عوف يرى أن سبب تخصيص الدعوة هو أن "مافيش حزب في مصر بيقول كلمة علمانية في برامجه.. الكل يتكلم عن مدنية ذات مرجعية إسلامية".
بينما المحمدى يشير إلى أنهم كحزب يعلم ما يواجه من تحديات قائلا "لدينا تصور أن هناك قضية تشكل حجر زاوية هي المواطنة التي تشكل علاقة المواطن بالدولة"، ولذلك يرى أن رجال السياسة في مصر خائفون من الاقتراب من مفهوم المواطنة، لأن هناك نزاعا بين فكرة المواطنة والدين.
وبشأن أسباب تبني مفهوم العلمانية، يتحدث جاسر هنداوي العزومي مواطن من سيناء وبالتحديد من قبيلة أولاد علي، قائلا: "كنت فاكر زي كل الناس، أن مشاكل بدو سيناء سببها تمييز الدولة ضدهم بالوظائف، لكن تجربة تأسيس حزب للبدو، جعلتني أعي أن البدو مثلهم مثل الأقليات داخل المجتمع من أقباط ونوبيين وأمازيغ وأرمن"، جاسر أكد أن العيب ليس فى الدولة، لكن لغياب مفهوم المواطنة عن المجتمع، وأن هذا لن يحدث إلا فى ظل نظام علمانى، لهذا تحمس جاسر للحزب رغم عدم الاطلاع على برنامجه السياسى.
وعندما سألناه عن موقفه من دعوى "خلع الحجاب" أجاب: "ممكن ماتبناهاش ولكن مارفضهاش الزواج المدني ممكن ماقبلوش بس مش من حقي أرفضه".
حتى الآن لم يتشكل لدى الحزب برنامج سياسي، وهو ما أكد عليه الجميع، مجرد طرح فكرة ذات ملامح عامة، لخصها "عوف" ببوست مثبت داخل مجموعة النقاش الخاصة بمؤسسي الحزب.
لذلك لدى هشام حتاتة بعض التحفظات التي أوضحها قائلا: "إن توجهات الحزب لا تختلف عن أي حزب سياسي حالي، المبادئ تفتقر لتوجه علماني صريح"، لكنه يدعم فكرة الحزب، مؤكدًا أن الظرف السياسي مهيأ تماما لبدء حقبة علمانية.
أما هانى رياض فقد أكد أن تمايز الحزب نابع من إعلان علمانيته بشكل مباشر، مشددا على أهمية الخطاب السياسي الذي سوف يطرح، بينما شادي لويس بطرس يرى أن العلمانية في حد ذاتها لا تصلح كأساس لحزب سياسي، مثلها مثل مقولة "الإسلام هو الحل".
يرى أصحاب الدعوة أن التغيير يجب أن يمر بعملية الإصلاح وليس الثورة، وهم يرفضون المناظرات الدينية مثل مناظرة البحيري والأزهري والجفري، مؤكدين أنها تسبب احتقان لا طائل منه، لكنهم في الوقت نفسه ضد خضوع دور العبادة للدولة والأمن الوطني، مؤمنين بأن حرية العقيدة مكفولة للجميع. أو كما قال المحمدي ليس هناك عاقل قد يدعو لإلغاء الدين.
"ننجح أو لا ننجح . يظل السؤال مطروحا ولن يحسم إلا في الأيام المقبلة"، يضيف المحمدي: "مازلنا في طور النقاش لتشكيل الرؤية. وهو ما جعلهم يعتبرون مانشيت الوطن تربصا مقصودا لإجهاض دعواهم".
اقرأ أيضا: