بينما كانت تغرق شوارع مدينة غزة في الظلام الدامس، نتيجة أزمة انقطاع الكهرباء المتفاقمة، كانت أوتار الموسيقى تدب داخل مركز "سعيد المساحل" للثقافة والفنون، تعزف لحن الحياة من قلب غزة المحاصرة، وأصوات شابة تصدح بأغاني الزمن الجميل وسط تصفيق، وصيحات الحضور.

المشهد في مؤسسة "سعيد المسحال"، الذي رصدته عدسة "دوت مصر"، كان مختلفا وبعيدا كل البعد عن خيط غزة الأسود وإبرة الحصار الضيقة، فقد نجحت فرقة "غزة" للموسيقى في نقل أجواء مهرجان "الطرب" في قدس العرب، الذي ينظمه معهد "إدوارد سعيد" في مختلف المدن الفلسطينية إلى قلب قطاع غزة، ليعزفوا لحنا جميلا سرقه الحصار من حياة المقهورين.

وغنى في المهرجان، الذي أقيم على مسرح "عسقلان" في مركز "سعيد المسحال" الثقافي مساء الأحد، العديد من الفنانين والمغنيين الفلسطينيين، منهم: وائل اليازجي، ومحمد البراوي، ونادر حمودة، إضافة إلى الفنانة إيناس عودالله.

وإلى الجانب الآخر من المسرح، كان يتواجد فتية وشبان نسوة ورجال وكبار شحنوا أنفسهم من أنغام الموسيقى ليوم جديد وقهر آخر، فقد صفقوا معا وغنوا بصوت مكبوت أغاني الحب والسلام، ورددوا باندماج أغنية "فات من عمري سنين وسنين، شفت كتير وقليل عاشقين، اللي بيشكي حاله لحاله، واللي بيبكي على مواله".

وعبر الحضور من فئات المجتمع المختلفة عن بهجتهم لحضور المهرجان الأول من نوعه في قطاع غزة، من خلال استماعهم لفرقة غزة للموسيقى، فقد قضوا ليلة طربية بامتياز حرمت منها ليالي غزة المظلمة.