منة تهرب من "عاصفة الحزم" وتصطدم بـ"روتين الثانوية"
طريق شاق قطعه محمد المغاوري وأسرته المكونة من زوجته وأولاده الثلاثة، في العودة من صنعاء حتى عاصمته الأصلية القاهرة، إثر اشتعال الوضع في اليمن، بعد عاصفة الحزم، ورغم توقف إطلاق نيران العاصفة، إلا أن نتائجها على المغاوري وأبنائه في القاهرة لم تتوقف.
سيطرت صعوبة الإجراءات وغلبة الروتين على امتحانات أبناء المغاوري الثلاثة، حيث يقول لـ"دوت مصر"، إن ابنته في الصف الثالث الثانوي تواجه مصير غير معلوم، فمع اختلاف مناهج الثانوية العامة بين مصر واليمن، يصعب على الفتاة امتحان الثانوية العامة في القاهرة، وكذلك لا يوجد دليلا على استقرار نهائي للأوضاع هناك، للعودة للامتحانات مرة أخرى.
ليس ذلك فحسب، حيث يصعب لـ"منة" الامتحان في مصر، لكن أيضا لم يستطع الأب في آخر يوم له في اليمن استخراج أوراق ثبوتها وشهاداتها، فبسبب الروتين وظروف الحرب، صعب عليه استخراج الورق حتى آخر أيام قبل السفر، وتواصل الأب مع وزارة التربية والتعليم المصرية ليحصل على وعود بالحل دون تحديد، بحسب روايته.
"كل شهاداتها من اليمن من ثالثة إعدادي.. مفيش أمامنا إلا حل واحد وهو السفارة"، هكذا قال الأب معولا على عودة الاستقرار، أو أن تتيح السفارة اليمنية في مصر لـ"منة" وزملائها من الطلاب المصريين في مرحلة الثانوية العامة، أداء الامتحان هنا في شهر يونيو المقبل، حيث إن الامتحانات تتم في اليمن أيضا بشكل موحد على كل المحافظات، مضيفا أنه إذا لم تتح السفارة هذا الأمر، فلا يوجد إلا أن تعيد منة السنة مرة أخرى.
وتعد منة واحدة مما يقارب 30 طالب وطالبة من الطلاب المصريين في مرحلة الثانوية العامة في اليمن، يواجهون مصيرا مجهولا في حالة تأزم الوضع الأمني في البلد الشقيق.
ويواجه الأب أزمة مماثلة لابنته مي في الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة بصنعاء، وابنه محمد في السنة الأولى من كلية الهندسة بنفس العاصمة، حيث تبدو الجامعات الحكومية هنا شبه مغلقة، قائلا: "نواجه تعنتا من التعليم العالي، وبيقولولنا روحوا قدموا في جامعة خاصة".
ومن جهته، قال مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم لـ"دوت مصر"، إن هناك تواصلا بين الوزارة وأهالي الطلاب من جهة، وبين السفارة من جهة أخرى، مؤكدا أن حل الأزمة مرتبط بهدوء واستقرار الأوضاع في اليمن، وإعادة التواصل بين الوزارة والسفارة المصرية بصنعاء.