التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 11:21 م , بتوقيت القاهرة

في انتظار الزلزال

طبعًا يجعل كلامنا خفيف عليه يارب، لكن الزلزال الذى اقصده هنا ليس تلك الظاهرة الطبيعية التي أصابتنا جميعًا بالذعر فى أكتوبر 1992، ثم تركت "عقدة نفسية" عند معظمنا تتحرك كلما شعرنا باهتزازات مفاجئة، لكني وبكل تأكيد أقصد "العقدة النفسية" التى تصيب أهل هذا البلد كلما هل نهار جديد؛ فنحن على عكس خلق الله فى بقاع الأرض، لاننتظر خيرًا يهل؛ بل ندعو الله أن يكفينا شر هذا اليوم "الجديد"!.


يعنى بجد.. كيف لنا أن نحيا فى بلد يبدأ أسبوعها بحريق أتوبيس، وكوبري ينهار، ومواطنين يتعاركون بإطلاق الرصاص الحي، ثم قطارين انفاق يتصادمان، كل هذا قبل أن يصل النهار إلى الساعة الثالثة عصراً!..أقسم بالله أنني توقفت عن متابعة الأخبار بعدها فى هذا الأحد الصعب، فلم أكن قادرة على استقبال مزيد من الكوارث، نعم اعترف .. أعصابي ما عادتش تستحمل !.


نخشى حتى الآن من أي اهتزازات تذكرنا بظاهرة طبيعية لا يد لنا فيها وقعت منذ أكثر من عشرين سنة، لكننا لا ننتبه للاهتزازات اليومية التى تنبهنا أننا فى بلد ينهار.. بكل وضوح!، بالطبع لا يمنع الحذر من قدر؛ لكن هل كل الكوارث اليومية فى بلدنا العامر هى من صنع القدر؟ ، يقول أبي دومًا "بيت المهمل بيخرب قبل بيت الظالم"، ونحن يا سادة، يا شركائى فى الوطن.. مهملون، نعم .. نحن مهملون فى الحفاظ على هذا البلد، نحن شعب يتسم بالفوضى في سلوكه، سواء الشخصى أو العملي، ومن ينكر ذلك يحاول تزييف الحقيقة من قبيل "الاستسهال" .


نحن نهرب من مواجهة الواقع المؤلم بمسكنات ستصيب وطننا بالفشل الكلوي والكبدي؛ فنصحو يوماً وقد أصبح هذا البلد ذكرى ! .


كلنا شركاء فى المسئولية، كلٌ فى موقعه ،مهما كانت بساطة حياته، نحن لا نشعر بالمسئولية ونحن نعبر الشارع على أقدامنا، فما بالك بالمسئوليات الأكبر! ، والله.. فكروا فيها كويس.. تأملوا مواطن عادي يعبر الشارع، مهزلة!، طبعاً لن أتحدث عن مواطن مصري يقود سيارة، أو يدير قسم فى مؤسسة، أو يدير شركة !.


لا أدري من أين جاء المصريون بكل هذهِ الثقة وهم يؤمنون بالمثل الشعبي "عُك وربك يفك"!، لا تتصوروا أنها ثقة بالله ،أبداً .. فى رأيي ده تأصيل للاستهبال ! .


أقسم بالله أننا نتجه نحو الحافة بجنون، وهى الفعل الوحيد الذى يتسم بالسرعة فى مجتمعنا الذي ينتحر بكل جدية، والمطلوب وقفة حقيقية وعصف ذهني لإنقاذ هذا "الوطن"، والذي ليس لنا سواه ، مصر تستحق ..وأبنائنا أيضاً.