في الذكرى الـ29 لتشرنوبل.. خبير يكشف إيجابيات الطاقة النووية
كانت التجربة وراء وقوع أسوأ كارثة تُصنف عالميا على مستوى التسرب الإشعاعي والتلوث البيئي، حينما قرر خبراء بمحطة المفاعل النووي "تشيرنوبل" بالاتحاد السوفيتي آنذاك، إجراء تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء على المحطة، أدى ذلك إلى وقوع خطأ في التشغيل صاحبه غلق أنظمة التبريد، ما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى أن وصلت للاشتعال.
وقعت كارثة انفجار المفاعل النووي "تشيرنوبل"، 26 أبريل من عام 1986، في أوكرانيا، التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي قبل انهياره، وتشير التقديرات النهائية لأعداد القتلى والمصابين، إلى مقتل نحو 31 عاملا في المحطة من خبراء وفنيين وعمال، فيما بلغ عدد الضحايا من المدنيين على أقل تقدير 4000 شخص، وفقا للأمم المتحدة، لكن الحكومة الأوكرانية رأت أن الأعداد أكبر من ذلك إذ تقدر بنحو 8000 شخص.
ترك انفجار المفاعل النووي آثارا بيئية سيئة، حيث انتشرت سحابة بيضاء قاتلة امتدت إلى الدول الإسكندنافية والتشيك وألمانيا وتركيا، بخلاف روسيا، وشهدت المناطق المحيطة بالمفاعل تصاعدا كبيرا في عدد المصابين بسرطان الغدة الدرقية، دون غيره من أنواع السرطانات الأخرى، بسبب التلوث البيئي الناجم عن الانفجار.
عقب الكارثة أعلنت الحكومة الأوكرانية أن مدنية بريبايت منطقة منكوبة، وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم، بعد فرض طوقٍ حول المفاعل النووي يمتد لـ30 كم.
تأتي الذكرى الـ29 لانفجار المفاعل النووي تشرنوبل، وهناك خطط مصرية معدة من وزارة الكهرباء للبدء في برنامج الطاقة النووية، حيث أعلن وزير الكهرباء، خلال تصريحات صحفية، أن مصر أطلقت حاليا إشارة البدء لبرنامج الطاقة النووية من خلال إجراء محادثات مع الجانب الروسي، والصيني، والكوري بهدف اختيار شريك استراتيجي يمكن العمل معه في هذا الشأن.
من جانبه، قال خبير الطاقة النووية، نائب رئيس مجلس علماء مصر للطاقة، إبراهيم العسيري، إن عملية بناء مفاعل نووي حتمية لاكتمال مشروع الحلم النووي، مشيرا إلى أن الطاقة النووية هي الأفضل من الطاقة التقليدية وأرخص منها.
وأضاف في تصريحات لـ"دوت مصر"، أن العاملين بمحطة تشرنوبل لم يثبت أنهم ماتوا بالضرورة بسبب التعرض الإشعاعي الناجم عن الحادث، مشيرا إلى عدم وجود دلائل على تأثر أو تناقص الخصوبة أو عوامل الإنجاب بين الذكور أو الأناث في جميع المناطق التي تأثرت بحادثة مفاعل تشيرنوبيل.
وتابع: أن أوكرانيا لديها بالفعل الآن 15 محطة نووية، (منها 9 محطات نووية تم تشغيلها بعد الحادثة، و3 بدأ إنشاؤها بعد الحادث)، إضافة إلى محطتين نوويتين تحت الإنشاء حاليا.