تليفزيون فرنسا: تونس تحولت إلى بلد العنصرية ضد السود
على الرغم من أن تونس تعتبر من أكثر البلاد العربية من حيث التسامح والحريات، إلا أن هذه الحريات لم تحم السود في العديد من المدن، حيث أصبحوا ضحية عنصرية لبعض المواطنين البيض، وفق ما ذكر موقع "فرانس تي في إنفو" التابع للتليفزيون الفرنسي.
وأشار الموقع إلى أن تونس تنجرف إلى العنصرية، لافتة إلى أن الأول من فبراير الماضي شهد عشرات الاعتداءات التي استهدفت السود في مدينة صفاقس، وكذلك في العاصمة التونسية وذلك بعد استبعاد تونس من كأس الأمم الإفريقية، ووفقا لجمعية الطلاب والمتدربين الأفارقة في تونس، هذا النوع من الاعتداءت ليس الأول بل جزء من سلسلة طويلة.
وتابع الموقع أنه في أكتوبر 2014، كتبت مريم توري، طالبة مالية في تونس، على صفحتها بـ"فيس بوك" خطابا إلى التونسيين جاء فيه: "بمغادرة بلدي منذ بضعة أعوام، كنت مغرومة بفكرة اكتشاف تونس التي يصفها الجميع بأنها باريس إفريقيا وسيدة كل الثناء، دولة كل الحقوق ووطن الحرية والتسامح".
وتابعت مريم توري: "للأسف، فترة الإعجاب قد انتهت، فقد أدركت أن الجانب الآخر من المرآة يخفي وجها أكثر قتامة وأكثر كآبة، فالمجتمع مصاب بعدوى العنصرية، أقول لكم عدوى، أنها كلمة قوية! لكن أي مصطلح آخر تريدوني أن استخدمه حينما يمر يوم بينكم بما يشبه الكابوس، حينما تكون كل كلمة إهانة وإذلال تتلقاها بعذاب، حينما تكون كل نظرة مفعمة بالكراهية تضع عليك حملا، معدي، ربما تكون لطيفة بالمقارنة بهذه التصرفات".
وبعد هذا الخطاب الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت توري إنها تلقت دعما من قبل بعض التونسيين الذين عبروا عن تعاطفهم معها.
توري ليست الحالة الوحيدة، فالكثير من السود أو الذين يدرسون في تونس يتعرضون للكثير من الإهانات والاعتداء الجسدي والتذليل العام بل والقذف بالحجارة والمعاملة السيئة، وفق ما أكدته صحيفة "لو تو" التونسية والتي أكدت أن العنصرية أصبحت واقعا مؤلما في تونس.