التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:55 ص , بتوقيت القاهرة

من الإبراشي إلى الشوباشي.. عليه العوض !!

لم يعد دور الإعلام هو التوعية وعرض الحقائق أمام الرأي العام، بل تحول إلى مجرد التسخين وعرض قضايا خلافية تافهة لا ترقى لمستوى الحدث الذي تعيشه مصر الآن، وما ينتظرها في الأيام القادمة من مخاطر ومؤامرات تحيط بها لتقضي على مستقبلها كدولة محورية بالمنطقة العربية.


تحول الإعلام لعرض موضوعات السحر والشعوذة والتركيز عليها بشدة في برامج جماهيرية.. والتركيز في برامج أخرى على قضايا الشذوذ والانحراف.. والبعض يسخر برامجه لعرض مشاكل تافهة من نوعية برنامج "تحت الكوبري" لطوني خليفة الذي يرى مصر كلها عبارة عن كوبري كبير تحدث تحته كل الموبقات.


أما البعض الآخر وهو ما لا يقل خطورة عن برامج السحر والشعوذة والشذوذ فهو يركز على القضايا الخلافية التي تزيد الفجوة والهوة بين أفراد الشعب الواحد وإثارة قضايا خلافية لا تسمن ولا تغني من جوع ولن تقدم أو تؤخر في مسيرة مصر للتنمية، بل ستؤدي بكل تأكيد لتراجع مصر للخلف سنوات وسنوات.


وآخر ما ظهر لنا على الساحة هو ما يحاول إسلام بحيري تصديره للمشاهدين من أن التراث الإسلامي كله يحتاج إلى الحرق والتفجير رغم أنه أنكر كلامه هذا في مواجهة الأزهري والجفري، وعاد ليفسره تفسيرات تختلف عما قاله في برنامجه.



يخرج علينا بقضايا تزيد الخلافات بين المسلمين وتحولهم لفئات وطوائف متناحرة في الوقت الذي يجب أن يتوحد فيه الجميع


نفس الكلام ينطبق على السيد شريف الشوباشي الذي اختار التوقيت الأسوأ ليعلن على الملأ دعوته لتظاهرة من نساء مصر في ميدان التحرير لخلع الحجاب.. وكأن الحرب على الإخوان لن تكتمل إلا بالقضاء على ماتبقى من إسلام في نفوس المصريين.


اختار الشوباشي توقيته الأسوأ كما اختار القضية الأسوأ التي يمكن أن يطالب بها شخص ما ليفعل في المصريين ما لم تفعله بهم مكائد الأعداء متحصنا بحرية التفكير وحرية التعبير التي هي كلمة حق يراد بها باطل على طول الخط.


ثم يأتي الأخ وائل الإبراشي ليزيد الأمر سوءا باستضافة الشوباشي ليعلن على الملأ دعوته ويدافع عنها ويستضيف أمامه الكاتبة نشوى الحوفي التي كانت بالطبع في حرج من رفض كلام أستاذها.


وللإبراشي هنا حديث خاص عن قضايا لا تستحق التعليق عليها ولا إبرازها، ويراها هو القضايا الأهم في عالم الإعلام.. فمن قبل يستضيف الراقصة صوفينار ليناقش قضيتها الخطيرة في مصر ثم يستضيف بعدها شابا مغمورا يدعو لإباحة تعاطي الحشيش والاتجار به في دعوة مشبوهة لا أدري ما الهدف من استضافته وهو أصلا لايعرفه أحد ولم يشعر أحد بدعوته إلا من خلال برنامج الإبراشي.. وأخيرا يستضيف الشوباشي ليبرر للناس دعوته لخلع الحجاب في تظاهرة بميدان التحرير وتبريره لماقاله من أن 90 % من العاهرات يرتدين الحجاب.


والحق أني أصبحت أكره مهنة الإعلام والصحافة رغم انتمائي إليها، بعد أن أصبح العامل المشترك فيهما هو السعى للإثارة والهدم فقط على حساب مصلحة العامة ومصلحة البلاد بعيدا عن أي أهداف أخرى.. وأصبحت القضايا الخلافية هي العنصر الرئيسي في معظم البرامج والصحف.


وإلى كل من يجهل الوضع في مصر وخطورته أو من يعلم ويدعي عدم العلم أو من يعلم ويعمل وهو في حالة تجاهل تام لما يحدث على الساحة المصرية والعربية والدولية.. إلى كل هؤلاء نقول إنكم تساهمون في خراب البلاد وتدميرها بتركيزكم على قضايا خلافية لن تجدي نفعا، ولن يكون لها أي مردود إيجابي على عملية التنمية، بل سيكون أثرها سلبيا يدفع ثمنه الشعب المطحون فقط وليس أنتم لأنكم ساعتها ستتركون البلاد لتنفقوا ملايينكم التي حصدتموها من برامجكم التافهة وقضاياكم الخلافية في بلاد العم  سام الذي تنتمون إليه.


هل تدركون أن مصر في حالة حرب ؟ هل تعلمون أن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب ؟ هل تدركون خطورة المؤامرة الدولية التي تستهدف المنطقة العربية ومصر تحديدا لتسيطر عليها لحساب إسرائيل؟ هل تدركون أن برامجكم ودعواتكم لن تسهم إلا في مزيد من التراجع والانهيار وليس التوعية والشفافية كما تدعون..؟ هل تدركون أن الخراب سيكون على أيديكم لو استمرت سياسة برامجكم التي تدعون فيها الشفافية والتحرر والموضوعية.


للمرة الألف.. ارحموا مصر فلو وقعت الواقعة لن يرحكم الشعب.


اقرأ أيضا