فنان جزائري، أراد إحياء موضة الجلباب، التي تعد رمزا للتراث الجزائري، هو أحمد بدر الدين، 26 عاما، مصور فوتوغرافي يعيش في مستغانم غرب الجزائر، ويجمع على صفحته عبر "فيس بوك" صور "الرجل صاحب الجلابية".

يقول أحمد بدرالدين، بحسب وكالة فرانس 24، بدأت هذا المشروع لأن الجلباب رمز التراث الجزائري، فقد كان في الماضي دليل العقل والرصانة يلبسها الفقهاء والعلماء، وهي أيضا رمز المقاومة لأن المجاهدين كانوا يلبسونه إبان الاحتلال الفرنسي، وكانوا يستخدمونها للتخفي واتقاء البرد.

وتمثل الجلابية قيم الجزائر، بحسب بدر الدين، لكن منذ ذلك الوقت تطورت الأذواق فيما يخص الملابس، وأصبح الذوق الغربي هو السائد، وتغيرت حتى نظرة الناس لها، فأصبحت موضة قديمة وأصبح كل من يلبسها اليوم ينظر إليه على أنه "فلاح" أو معتوه أو في أسوأ الأحوال إرهابي.

يضيف "لذلك قررت أن أطلق في نهاية 2012 هذا المشروع، لكي أحكي حكاية رجل نبذه المجتمع، ويهيم على وجهه في الشوارع والقرى بالجزائر بحثا عن هويته الضائعة".

ويتابع "قسمت مشروعي إلى قسمين: الأول أحكي فيه عن اختفاء الرجل صاحب الجلابية، وجه الرجل الذي يظهر بوضوح في الصور الأولى يختفي شيئا فشيئا ليصبح مجرد ظل، ونظرا لأنه مجتمعه نبذه فقد أخذ يفضل أن يتجول ليلا، ويذهب إلى الأماكن المعزولة، وأن يجوب الأحياء القديمة حيث يشعر بالراحة لأنها تذكره بالماضي، عندما كان الرجل ذو الجلباب محترما ومثيرا للإعجاب".