التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 08:50 ص , بتوقيت القاهرة

في رحيل الأبنودي.. "الثقافة" آخر من تنعي

رغم إثراء الشاعر الكبير، عبدالرحمن الأبنودي، الذي وافته المنية، عصر اليوم الثلاثاء، في الحياة الثقافية والفنية المصرية، بل والعربية، على مدار سنوات طويلة، إلا أن وزارة الثقافة كانت آخر الجهات التي تنعي الأبنودي، حيث سبقها مؤسسات وشخصيات عامة غير معنيين بالثقافة، حيث كان لافتا للنظر تأخر الوزارة في إصدار بيان النعي عن غيرها.


وفسر المتحدث باسم وزارة الثقافة، محمد بغدادي، سبب تأخر بيان الوزارة، بأن وزير الثقافة، عبدالواحد نبوي، كان في زيارة للشارقة بدولة الإمارات، لزيارة بعض الأماكن الأثرية هناك، فكان لا بد من التواصل معه لإضافة بعض المعلومات التي ستقدمها الوزارة في البيان عن الشاعر الكبير.


وأضاف بغدادي في تصريحات لـ"دوت مصر"، "وزارة الثقافة ليست كأي وزارة تصدر بيان نعي فقط، ولكننا وزارة تهتم بالمثقفين العرب والشعراء، لذلك فكان لا بد من الإعداد الجيد لبيان نعي الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي".


وأشار المتحدث باسم الثقافة إلى أن الوزير وجه خلال الحديث معه عن الاحتفاء برحيل الأبنودي بضرورة عمل فيلم تسجيلي عن الشاعر الراحل، وفتح متحف الأبنودي في مسقط راسه في أبنود بقنا، مشددا على أنه كان من الممكن أن تصدر الوزارة البيان في 5 دقائق، ولكن اهتمامنا بالأبنودي وقامته الثقافية لا يمكن اختزاله في بيان سريع".


وكانت الوزارة وأوضحت الوزارة، في بيان نعيها للأبنودي، أنه قامة شعرية كبيرة متفردة، استطاع أن يقدم للتراث الإنساني تجربة شعرية فريدة وغير مسبوقة، وإليه يعود الفضل في ارتياد مناطق من التراث المصري والعربي لم يصل إليها شاعر من قبل، لافتة إلى أنه أثرى الحياة بأعماله الشعرية الخالدة عبر دواوينه العديدة، وأغنياته الرائعة، وأعماله الدرامية، ومقدمات المسلسلات التليفزيونية.


وأضاف البيان، أن الأبنودي، قدم أكثر من 26 ديوانًا شعريًّا، بدأها بديوان الأرض والعيال (1964 )، ثم الزحمة (1966)، ثم توالت الدواوين، عماليات، وجوابات حراجي القط، وفصول، وبعد التحية والسلام، ووجوه على الشط، وأحمد سماعين، وصمت الجرس، والمشروع الممنوع، وسوق العصر، ومختارات الأبنودي، إضافة إلى العديد من الكتب التي ضمت الكثير من الكتابات النثرية.


وقالت الوزارة: إنها انتهت من إقامة متحفه الكبير في مسقط رأسه في بلدته أبنود، في محافظة قنا، باسم (متحف أبنود للسيرة الهلالية)، وكانت في انتظار تحسن حالته الصحية ليشارك في افتتاحه، ولكن وافته المنية".


وتابعت، "المتحف يضم مخطوطات من دواوينه ومخطوطات جمع السيرة الهلالية، وأعمال الفنانين التشكيليين الذين رسموا بريشتهم لوحات دواوين السيرة الهلالية، وأغلفة سيرة بني هلال، وأغلفة شرائط كاسيت السيرة الهلالية".


وأكدت الوزارة، أنها ستقوم بطباعة الأعمال الكاملة للشاعر عبدالرحمن الأبنودي، بعد التفاوض على حقوق النشر وحقوق الملكية الفكرية مع الناشرين، والإعداد لإقامة ندوات متعددة المحاور عبر قطاعات وزارة الثقافة من خلال هيئة قصور الثقافة، ولجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، وهيئة الكتاب، كما ستقيم حفل تأبين للشاعر الكبير، وإنتاج فيلم تسجيلي عنه".


يذكر أن الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، توفي اليوم، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 76 عاما، وتجدر الإشارة إلى أن مصادر خاصة من داخل مستشفى الجلاء العسكري أكدت أن سبب الوفاة توقف الرئة عن العمل، وسوف يتم تشييع جنازته مساء اليوم، إلى مثواه الأخير في الإسماعيلية.