رغم كل ما عاناه المصريون في السنوات القليلة الماضية، لم يزل هناك من يستطيعون رسم البهجة على الشفاة، ويحاولون خلق البسمة على طريقتهم الخاصة، الأمر الذي تتطور أساليبه كل يوم، خاصة في المناطق الشعبية، التي ترفع شعار "للفرحة أصول". 

"دوت مصر" وثّق بالصوت والصورة الأفراح في المناطق الشعبية، بداية من عام 2014 الماضي وحتى الآن، وكان ناتج التوثيق فيلم قصير بعنوان "مدينة السلام"، التي خرج منها أغلب مقدمي موسيقى وأغاني المهرجانات، التي تُعرف في مجال الموسيقي بـ"إليكترو مهرجان"، وميدان سبيكو الذي يعد أرض الاحتفال، وتقام به كل الأفراح، التي يطلق عليها "فرحة فلان"، وفقا لاسم العريس.

ومن خلال متابعتنا لأشكال الفرحة في المناطق الشعبية، لاحظنا أن "الشمروخ" يعد مصدر القوة لمن يحمله في الأفراح، وهو وسيلة التحية من قبل الحضور لأصحاب الفرح.

إضافة إلى أن رأس مال الجميع في أي فرح هو "الصحاب.. الصحاب.. الصحاب"، التي كانوا يكررونها كثيرا، ويؤكد عليها مقدمي موسيقى وأغاني المهرجانات في أغانيهم المسجلة.

وفي جميع حوارتنا الصحفية مع عدد مقدمي هذا النوع من الفن خلال العام الماضي، ومن أبرزهم "سادات وفيفتي" و"الدخلاوية" و"تيم مطبعة"، كانوا يرددون أنهم يدربون غيرهم "عشان جيل يسلم جيل، والمهرجان يعيش" على حد قول فيفتي.

كان ذلك ما حدث بالفعل في "فرحة أنيسة"، حيث قدم سادات أغنية خلال الفرح بمصاحبة طفل صغير، يحفظها عن ظهر قلب، كما ظهر "سادات وفيفتي" من قبل في فرح آخر مع فرقة راقصة تابعة لهم، وقدموا وصلة رقص تسبق أغانيهم، وشاركهم شابين الغناء في فرح آخر تم تدريبهم على يد "سادات وفيفتي".

ولعل العبارة الرئيسية التي يرددها أهل مدينة السلام في جميع أفراحهم ذات الطابع الخاص، الذي يميزهم عن غيرهم، هي: "ملوك السلام بتقول لك.. اصحى".