التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 08:52 ص , بتوقيت القاهرة

من السجن إلى القصر.. رحلة مرسي وأردوغان والبغدادي والظواهري

لم يعتقدوا يوما ان ظلم السجون سيقودهم ليكونوا زعماء وقادة لدول أو جماعات، فتحولت حياتهم من سماع الأوامر والانصياع لها في السجون إلى إصدارها لأتباعهم، ليتصدروا المشهد ويصبحوا قادة مؤثرين في العالم أجمع. وفي هذا التقرير، يرصد "دوت مصر" يرصد أهم الشخصيات التي خرجت من غياهب السجون إلى الزعامة والقيادة، سواء لدول كبرى أو منظمات مؤثرة على العالم.


أبو بكر البغدادي


هو إبراهيم بن عواد إبراهيم البدري الرضوي الحسيني السامرائي، تحول من مجرد شخص يعتنق الفكر الجهادي إلى زعيم أخطر تنظيم شغل العالم على مدار الأعوام الماضية، ولد في مدينة سامراء عام 1971، وتدرج في طريق التعليم حتى حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بغداد في علم اللغات، قضى فترة من حياته في سجن "بوكا" في البصرة، وفي هذه الفترة غُسل دماغه كما قال حازم عبد الرزاق الزاوي، والذي كان وزيرا للأمن في ما يسمى بدولة العراق الإسلامية.



وبعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية العراق وإسقاط نظام صدام حسين، تم اعتقال البغدادي الملقب بـ"أبي دعاء".


ووفقا لصحيفة "دايلي بيست" الأمريكية، فقد تم إيداعه 10 أشهر في معتقل بوكا، ووفقا لوثيقة كشفها صحفيون ألمان في 30 يوليو/ تموز 2006، فقد أكد المشرف الخاص على رسالة "الدكتور" البغدادي أنه تم سجنه، وتشير الداخلية العراقية إلى أنه تم الإفراج عنه في نفس العام.



رجب طيب أردوغان


لم يكن "بائع البطيخ"، الذي ينحدر من أسرة تركية فقيرة، يعلم أنه سيكون "مؤسس تركيا" الجديدة كما يحب أن يلقبه الناس، وأنه سيكون زعيما وقائدا للشعب التركي. 


إنه رجب طيب أردوغان، الشاب الذي حكم عليه بالسجن 4 أشهر بسبب أبيات شعرية اقتبسها من شعر تركي، في أثناء خطاب جماهيري له، وقال فيها: "مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، المصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا"، ثم خرج من السجن بمفاهيم ومصطلحات وطموح جديد، وهو الطموح الذي أوصله ليتولى رئاسة تركيا حاليا.



ولم تكتف الحكومة التركية وقتها بسجن أردوغان فقط، بل طبقت عليه الحظر السياسي لمدة 5 أعوام، وبعدها تم إصدار عفو تام عنه، وحلَّت الحكومة حزب "الرفاة" الذي كان ينتمي إليه آنذاك، ليؤسس أعضاؤه حزب "الفضيلة"، والذي ما لبث أن حُلَّ بدوره، فأنشأ أردوغان حزبا جديدا باسم "العدالة والتنمية" عام 2001، مع صديقه الرئيس التركي السابق، عبد الله جول.


لحظة دخول أردوغان السجن



ديلما روسيف المرأة الحديدية


ولدت روسيف عام 1947 لأسرة من الطبقة المتوسطة، في بيلو هوريزونتي بولاية ميناس جيرايس التي تشتهر بزراعة البن، وكان والدها بيدرو روسيف مهاجرا بلغاريا، وعن حياتها الشخصية فهي مطلقة مرتين ولها ابنة واحدة.



بدأت رحلة نضالها منذ مراهقتها، حيث تبلورت اتجاهاتها في منتصف الستينيات، فأصبحت تشارك في التيار اليساري بالبلاد، وانضمت إلى المقاومة السرية ضد الديكتاتورية العسكرية التي استولت على السلطة عام 1964.



اعترفت روسيف أنها لم تشارك يوما في نشاط في العمليات المسلحة التي كانت تتم، ولكن في عام 1970 سجنت لمدة 3 سنوات وتعرض للتعذيب، وبعد الإفراج عنها في نهاية 1972، درست الاقتصاد، وفي 2009 أعلنت شفائها من إصابتها بمرض السرطان.


تعتبر ديلما روسيف أول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل، ويرجع الفضل فيما وصلت إليه إلى الزعيم السابق للبرازيل لولا دي سيلفا، والذي كان يتخذها ذراعه اليمنى خلال فترة حكمه للبرازيل، حتى قدمها للشعب كمرشحة وخليفة له، بعد انقضاء الفترتين الرئاسيتين له.


محمد مرسي


قادته الصدفة البحتة ليكون رئيسا لمصر، فلم يتخيل الأستاذ الجامعي في كلية الهندسة، والذي انتمى إلى الإخوان المسلمين فكرا عام 1977، وتنظيميا أواخر عام 1979، وعمل عضوا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992، أنه سيترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، وانتخابات 2000، والتي نجح فيها وانتخب عضوا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان، وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان. 


وفى انتخابات مجلس الشعب 2005، حصل مرسي على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، كما يقول الموقع الرسمي لجماعة الإخوان.



تعرض مرسي للاعتقال عدة مرات، فقد قضى 7 أشهر في السجن بعد أن اعتقل صباح يوم 18 مايو 2006، من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، خلال مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية، وهما المستشاران محمود مكي وهشام البسطاويسي، بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، واعتقل معه 500 من الإخوان وفقا للموقع الرسمي للجماعة.


أفرج عن مرسي يوم 10 ديسمبر 2006، كما اعتقل في سجن وادي النطرون صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، خلال ثورة 25 يناير 2011، مع 34 من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات، لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب، حتى حررهم الأهالي يوم 30 يناير بعد ترك الأمن للسجون خلال الثورة. إلا أن مرسي رفض ترك زنزانته واتصل بعدة وسائل إعلام يطالب الجهات القضائية بالانتقال لمقرِّ السجن، والتحقق من موقفهم القانوني وأسباب اعتقالهم، لكنه غادر السجن لاحقا لعدم وصول أي جهة قضائية إليهم، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" في تقرير لها عن الرئيس المصري الأسبق.


أيمن الظواهري


تخرج الظواهري من كلية الطب وعمل طبيبا، وافتتح عيادته الصغيرة في القاهرة، لكنه انجذب إلى فكر الجماعات الإسلامية المتشددة، والتحق بجماعة الجهاد الإسلامي المصرية منذ تأسيسها في العام 1973. 


في العام 1981، اعتقل الظواهري ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، وعلى الرغم من تبرئته في قضية اغتيال السادات، فقد أدين بحيازة الأسلحة بصورة غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، خلالها تحول فيها إلى الفكر المتشدد والمتطرف، وعقب الإفراج عنه في العام 1985، غادر مصر إلى السعودية.



وبعد خروجه من السجن بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستان، وأفغانستان المجاورة في وقت لاحق، حيث أسس فصيلاً لحركة الجهاد الإسلامي، وفي العام 1997 م قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن زعيم جماعة "طلائع الفتح"، وهو فصيل من فصائل حركة الجهاد الإسلامي، يقف وراء المذبحة التي تعرض لها السياح أجانب في مدينة الأقصر في العام نفسه.


بعد ذلك بعامين، صدر على الظواهري حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة عسكرية مصرية، لدوره في كثير من الهجمات الإرهابية في مصر، وتولى الظواهري قيادة تنظيم "القاعدة" في أعقاب مقتل أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية، في الثاني من مايو عام 2011.