مؤيدون ومعارضون: مناظرة "بحيري والشيخين" أرست قيم الحوار
تباينت الآراء بشأن مناظرة الدكتور أسامة الأزهري والشيخ الحبيب الجفري، مع الباحث إسلام بحيري من حيث كونها مفيدة للمجتمع أم لا.
"دوت مصر" استطلع آراء بعض المراقبين والمهتمين بالشأن الديني، حيث اتفق الجميع على أن المناظرة أرست قيم الحوار، وفتحت أمام المجتمع آفاقا جديدة للتعرف على وجهات النظر المختلفة في التعامل مع التراث الديني.
الدكتور شعبان عبدالعليم أستاذ الإدارة في جامعة بني سويف والأمين العام المساعد لحزب النور السلفي، تبنى موقفا سلبيا من المناظرة قائلا "المناظرة لا تكون إلا بين أكفاء وعلماء.. أما أن يتناظر علماء كبار مع شخص غير مؤهل فهذا لايصح".
وتابع "المناظرة أعطت إسلام بحيري فرصة لنشر أفكاره على المجتمع بشكل أوسع.. فنسبة مشاهدة برنامجه قليلة أو محدودة بجمهوره، ولكن المناظرة فتحت باب للدعاية له ليروج أفكاره (الضالة).. فالمجتمع ليس في حاجة إلى العبث والفشل والضرب في ثوابت الدين ويجب ألا نفتح الباب لتشكيك المسلمين في ثوابتهم"، مؤكدا أن ميزة المناظرة الوحيدة هي إرساء مبدأ الحوار.
وفي ذات الإطار، قال القيادي بحزب المصريين الأحرار محمود العلايلي "بالطبع الحوار في حد ذاته ميزة، لكن هناك عيب خطير هو أن المناظرة أدخلتنا في نقاش لا يعنينا حول صحة بعض أحاديث البخاري أو عدم صحتها.. فما يعنينا هو مدى الاستفادة التي نحققها من هذا التراث، وهل هو مفيد لنا أم لا؟ وما مدى اتفاقه مع روح العصر؟".
وأضاف "رغم ميزة الحوار لكن المناظرة أبعدتنا عن الهدف الذي يجب أن نناقشه المتمثل في مدى استفادتنا من الموضوع وليس صحة أو خطأ أجزاء من التراث.. فأي موضوع لا نحقق منه فائدة فلا جدوي من مناقشته".
على الجانب الآخر، قال الكاتب الصحفي محمود جمال "في العموم، وبخاصة في الشأن الديني؛ لا أعتقد في التأثير الكبير للمناظرات، لأن طبيعة أكثرية المصريين؛ تعتبر المناظرة كما لو أنها مباراة أو مبارزة.. لذا فانطباع المشاهد يتأثر بقوة أحد أطرافها في الخطابة، وقدرته على البيان وهو الأمر الذي يتسبب في ظلم بالغ للأقوى حجة أو الأكثر عقلانية، حال افتقاره لهذه الملكات التي يجيدها المشايخ".
وأضاف "لكن في وضعنا الديني الراهن، لابد أن ننظر بعين الاعتبار لكل فائدة يمكن أن نجنيها من المناظرة التي جرت بين البحيري والشيخين.. فالمكسب الأهم، هو طرح هذه السجالات في وسائل الإعلام بعد أن كانت حبيسة أبراج النخب ورفوف المكتبات".
وأردف "أحد أكبر الآفات التي نعاني منها هي تقديس السلف؛ الذي نجح الخلف في تحصينه بسياج مكهرب من التبجيل والتفخيم الأسطوري، حتي بات انتقاد مبلغ اجتهاده أمر يقابل في الغالب بتهم التكفير والزندقة، ومن ثم فقد أتت المناظرة التي شهدت طرفي نقيض من الأسلاف، لتدحض هذه الفرضية غير الحقيقية بالمرة"، موضحا أن تركيز "البحيري" علي مخالفة الآراء التراثية لدلالات القرآن الصريحة، فاجئ المشاهد غير القارئ، وربما صدمه، بحسب تعبيره.
من جانبها، قالت المخرجة دينا جمال الدين إن المناظرة مفيدة للمجتمع لكسر "التابوهات"، ومناقشة كل مايعتبر ثوابت، وأردفت "قد لايكون إسلام عبقريا، لكنه سيشجع الناس على القراءة و البحث في التراث وهذا في حد ذاته مكسب، بحسب قولها.
وأضافت "رغم أن المناظرة صنعت تأثير صادم لدى الجمهور، لكن هذا سيقود للتغيير"، مؤكدة أن هدوء المناظرة عن سابقتها أمر إيجابي جدا لترسيخ قيم الحوار.
من جهته، قال مؤسس حركة "علمانيون" أحمد سامر، "لم تكن هناك استفادة مباشرة للمجتمع ولكن هناك استفادة غير مباشرة هو أنه فتح باب النقاش وانتقاد آراء الفقهاء، مؤكدا أن عيب المناظرة تمثل في أن النقاش كان أكاديميا جدا لا يفهمه إلا الدارسين المتعمقين.
وأضاف أن النقاش استعراضيا أكثر من أنه يهدف للوصول إلى نتيجة أفقد المناظرة الكثير من قيمتها.
أما الباحث القانوني حسن كمال قال "فائدة المناظرة للمجتمع تمثلت في أنها عرضت منهجين مختلفين في التفكير أحدهما يقوم على العقل، والآخر يقوم على الالتزام بتفسيرات معينة وإعلاء النقل.