بعد 19 سنة خدمة.. حارس وزارة التموين: "معنديش بطاقة"
يجلس عم سيد أمام بوابة وزارة التموين لحراستها منذ 19 عاما، ليكون من أقدم العاملين بها، ولكن المفارقة الغريبة أنه لم يحالفه الحظ حتى الآن في الاستفادة منها باستخراج بطاقة تموينية، بالرغم من مرور أكثر من وزير عليه أثناء فترة عمله بالوزارة.
سيد يوسف، البالغ من العمر 48 عاما، يصف عمله بحراسة الوزارة بأنه "مش بطال"، ويقول: "طالما نعمل هنا بما يرضي الله يبقى الشغل كويس، لدي 3 أولاد وعيشتى مستورة والحمد لله من مرتبي هنا"، وبعد سنوات قضاها سيد بالوزارة أصبح يعرف ما يريده أي مواطن يأتي للوزارة دون أن يسأله، حيث يوجهه للمكتب المناسب لقضاء حاجته.
ويتابع عم سيد، الوزارة هنا من أكثر الوزرات التي لا تهدأ، ويضيف:"بيجيلنا ناس بالمئات كل يوم، اللى عايز يطلع بطاقة واللى عايز يضيف عياله عليها وكلهم بيشكروا في المنظومة الجديدة ومبسوطين أوي بالسلع المجانية".
وبالرغم من إجابته على استفسارات المواطنين عن بطاقة التموين، إلا أنه لم يستخرجها، وعند سؤاله عن السبب قال: "الإجراءات بطيئة شوية، قدمت كذا مرة بس صراحة موصلتش لحاجة، وأنا بستسهل لأني لسة لحد دلوقتي على بطاقة أمي، وهي لما بتجيب التموين بتوزعه عليا أنا وإخواتي".
يجلس عم سيد، على كرسي بشارع القصر العيني، ليستقبل المواطنين أصحاب الطلبات والشكاوى بابتسامته، ويلقي بالتحية على كل العاملين بالوزارة الذين يعرفهم بشكل جيد، ويحفظ أماكنهم داخل الوزارة عن ظهر قلب.