نادر بكار: تعلمنا من أخطاء الماضي
قال مساعد رئيس حزب النور، نادر بكار، إن حزبه لم يشارك في الحياة السياسية في فترة حكم الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، لأن "المشاركة لم تكن مجدية"، مشيرا إلى أنهم تعلموا من أخطاء الأحزاب الأخرى، منذ ثورة يناير وحتى الآن.
وأضاف بكار، خلال مشاركته في ندوة "مستقبل السلفية السياسية في العالم العربي" ببيروت، أن الحزب "بين فكي الضغط الأيدلوجي التقليدي والرفض الأيدلوجي التقليدي"، لافتا إلى أن "القرار السياسي يصعب تفسيره بالكليات، ويحتاج إلي عقل بعيد عن العاطفة".
وتابع : "نحن لن نضعف أمام ضغط أيدلوجي تقليدي، ولن نتنازل عن قرار سياسي عقلاني أخذناه".
وكشف أن الحزب تحول من محاولة جني مكاسب سياسية في 2013، إلي محاولة إدارة الخسائر الوطنية وخسائر التيار الذي ينتمي إليه وتقليلها قدر المستطاع.
وأكد أن الحزب نجح في إدارة الخلافات بينه وبين التيارات الأخري، وتمكن من الوصول إلي الحد الأدنى المشترك بينه وبين الأحزاب، مشيرا إلى أن "الكثير وقعوا أسرى فخ الخطأ الإدراكى الشهير، "الأبيض والأسود".
وأوضح بكار، أننا نعاني من تطرف ديني وفكري، يدعو إلى حرق الآخر وإخراجه نهائيا من واقع الناس ومستقبلهم، وإلغاء حقه في الوجود، مضيفا :"نحن بين شقي الرحى بين نار الدواعش وبين نار فصيل لا يرى إلا نفسه ولا يستطيع قبول الأخر".
وتابع بكار: "حزب النور كان يرى بعد ثورة يناير أن هناك فارق شاسع بين الرغبة في التغيير وهى المتوافرة عند أغلب أبناء هذا الجيل على اختلاف انتماءاتهم، وبين تحويل هذه الرغبة إلى إدارة متكاملة للتغيير تحتاج إلى امتزاج المعرفة بالصبر بالخبرة بالمرونة، وهذا ما لم يستطع أن تفهمه جماعة الإخوان و الكثير من المجموعات الثورية التي إختارت الصدام مع أجهزة الدولة وكأنها ليست مملوكة للشعب وإنما لأشخاص بأعينهم".
وانتقد بكار، ما قاله نائب أمين عام حزب النهضة والفضيلة في المغرب، محمد رفيقي :"إن مساندة حزب النور للانقلابيين في مصر أحبتطنا في إقناع الشباب بالعمل السياسي السلمي"، مؤكدا أن حزب النور يرى ما حدث في 30 يونيو، تصحيحا ضروريا لمسار كان يؤدي إلى التقسيم.
وأضاف بكار:"نجاح حزب النور يضايق بعض الزملاء المنتمين روحيا إلي جماعة الإخوان المسلمين، ونجاح الحزب على المدي البعيد سيثبت لهؤلاء الشباب والمنتمين لداعش أن الأفضل هو المقاربة والمرونة السياسية واحتواء الآخر بدلا من الانخراط في المجموعات العنيفة".
وعن موقف حزب النور من المرأة، أكد بكار أن الحزب سيشرك في الانتخابات القادمة، ما يقرب من 30 مرشحة، من بينهن المنتميات للحزب والمحجبات، وفيهم المسيحيات، وهذا إثبات عملي علي أن الحزب ليس لديه مشكلة مع المرأة".
واستنكر تصريحات البعض بأن الدعوة إلي مظاهرة لخلع الحجاب "نتاج العلمانية والليبرالية"، قائلا: "أنا أرفض التعميم فلدينا في مصر عقلاء وشرفاء هم أول من واجهوا هذه الدعوات".
وعن موقف الحزب من داعش، قال :"داعش بلا أي تنظير شرعي علي الأرض وقوامها شباب من 18 إلي 25 سنة سيكولوجيتهم منطلقة من حب المغامرة ومن خطاب شعارات ذو عناوين عريضة، فهؤلاء بالنسبة إليّ أعداء وأنا بالنسبة إليهم كافر".
وعلق بكار على سؤال أحد الحاضريين أن داعش والقاعدة جاءوا من البيئة السلفية ومن أدبياتهم، بقوله:"الليبرالية التي أخرجت أمريكان قصفوا هيروشيما بقنبلتين نوويتين وتسببوا في مقتل مليون عراقي، هل يمكن أن يقال أن كل الليبراليين منطلقين من نفس المبدأ ؟".