التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:28 م , بتوقيت القاهرة

خالد الإسلامبولي.. ذكرى إعدام "قاتل السادات"

"سبق السيف العزل".. أبلغ كلمات تصف مشهد مقتل الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، أثناء الاحتفال بالذكرى الثامنة لحرب أكتوبر، بينما كان جالسًا على المنصة أمام النصب التذكاري للجندي المجهول، وسط رجاله، عن يمينه، نائبه، محمد حسني مبارك، وعن يساره، وزير دفاعه، المشير محمد أبوغزالة.


المشهد لم تتجاوز مدته دقيقة ولكن التاريخ لن ينساه، عندما تفاجأ الجميع بعدد من ضباط الجيش في العرض العسكري يطلقون وابلًا من الرصاص تجاه المنصة، بينما تعاملت معهم على الفور قوات الحرس الجمهوري، ولكن نفذ قدر الله.



40 ثانية


توقفت سيارة كانت تحمل كلًّا من الملازم أول، ضابط عامل باللواء 333، خالد الإسلامبولي، المخطط الرئيسي لعملية الاغتيال، والملازم أول، مهندس احتياط، عطا طايل، والملازم أول بالدفاع الجوي، عبدالحميد عبدالسلام، وضابط المخابرات الحربية، عبود الزمر، إضافة إلى الرقيب متطوع، حسين عباس، كان قناصًا محترفًا، القاتل الفعلي للسادات.


ونزل الإسلامبولي من العربة، متجهًا نحو السادات، ليلقي قنبلة يدوية في اتجاه المنصة، ولكنها لم تنفجر، وأخرجت فقط دخانًا كثيفًا، وعندما اقترب أكثر الإسلامبولي من المنصة وقف القناص حسين عباس، بطل الرماية، فوق ظهر السيارة العسكرية، وصوب بندقيته تجاه الرئيس الراحل، لتصيب الدفعة الأولى من الطلقات رقبة السادات في الجانب الأيمن في الفراغ الموجود بين عظمة الترقوة وبين عضلات العنق، وتستقر أربع طلقات في صدره.



خالد الإسلامبولي


يعتبر الإسلامبولي هو المخطط الرئيسي لعملية اغتيال السادات، الذي أرجع دوافعه لقتل السادات في التحقيقات، التي أجريت معه: إلى إهانة السادات للعلماء في آخر خطبه، ورميهم في السجن، إضافة إلى زيارة السادات لإسرائيل، وإبرامه معاهدة السلام، التي اعتبرتها الجماعات الإسلامية ردة وخيانة للقضية الفلسطينية والأرض المصرية المحتلة.


ولد الإسلامبولي في محافظة المنيا، لأم من أصول تركية، وأب محامي، يعمل مستشارًا قانونيًّا، لم يثبت إذا كان الإسلامبولي أحد أعضاء الجماعات الإسلامية، التي كانت موجودة حينذاك، ولكن هناك بعض الجماعات المتطرفة التي تعتبره ملهمًا لها، بل يسمونه "الشهيد الحي".


أضحية العيد


وقالت والدة خالد الإسلامبولي، قدرية محمد، في حوار أجرته معها صحيفة الأهرام في العام 2012، عندما تم سؤالها عن آخر كلمه سمعتها من ابنها: "لا تنتظريني يا أمي في العيد، سنذبح في مصر أنا وإخوتي"، قائلة، "لم أكن أعرف أنه سيذبح السادات".



إعدام ولكن


وتم الحكم بإعدام خالد الإسلامبولي رميًا بالرصاص ونفذ في يوم 15 أبريل 1982، ولكن شكك البعض في صحة تنفيذ حكم الإعدام، ودللوا بأن أسرته لم تستلم جثته حتى الآن، ولا تزال تطالب بها.


ويذكر أن رقية السادات، نجلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قالت في عدة تصريحات صحفية وتليفزيونية: "رأيت الإسلامبولي بعيني في أحد فنادق مكة في العام 1994، وهو أيضًا رآني"


وتابعت، "شعرت بأنني أريد الانتقام والقصاص لوالدي حين وقعت عيني عليه, وعندما تلاقت العيون أصيب خالد بحالة من الاضطراب في حركته"، ولكن ليس هناك تأكيدات على صحة هذه الرواية .


يذكر أنه تم إعدام كل من شارك في هذه العملية شنقًا ما عدا الإسلامبولي، رميًا بالرصاص، والوحيد الذي يصدر حكمًا بإعدامه، عبود الزمر، الذي صدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات بالسجن 25 عامًا، وتنظيم الجهاد بالسجن 15 عامًا، وتم الإفراج عنه بعد ثورة 25 يناير.