التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:26 م , بتوقيت القاهرة

مرصد الإفتاء: "الشباب الصومالية" تعتبر الأنظمة "كافرة"

أصدر مرصد الفتاوي الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، تقريره السادس عشر بعنوان "حركة شباب المجاهدين الصومالية الأسس الفكرية والممارسات العملية وسبل المواجهة"، تناول فيه الأسس الفكرية والأيديولوجية للحركة، وبناءها الفكري والتنظيمي، وأهدافها المرحلية والنهائية، وأبرز أدوات وأساليب الحركة في تحقيق تلك الأهداف، وتناول التقرير عددًا من النقاط التي تكشف فكر الحركة ونشاطها.


 


 

مرصد الإفتاء في  تقريره السادس عشر:- حركة الشباب الصومالية تعتبر الأنظمة الحاكمة "كافرة".. وسبيلها الوحيد للتغيير هو ا...

Posted by ‎مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية - دار الإفتاء المصرية‎ on Wednesday, April 15, 2015

 


العنف هو الحل الوحيد


أبرزها اعتبار الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر مرتدة، تخالف الإسلام وتعادي الشريعة وتوالي أعداء الدين، وأن العنف هو الوسيلة الوحيدة- من وجهة نظرهم- لإحداث تغييرات جوهرية في بنية النظم السياسية والاجتماعية والثقافية، وتتبنى الحركة خيار "الجهاد" المسلح لتحقيق أهدافها، وتحرير كل أراضي الإسلام من "الأنظمة الكفرية".


معاداتهم للصوفية


وأوضح التقرير الذي نشره المرصد علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الحركة تعتبر أعداءها هم النظم الحاكمة ومن يواليهم، يلي ذلك الفكر والتيارات الصوفية، لذلك فهي تنفذ عديد من الهجمات المسلحة على المزارات والأضرحة الصوفية في الصومال.


التبعية للقاعدة


أشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة نجح في تجنيد عدد من الشبان الصوماليين، الذين شكلوا البنية الأساسية للجماعات الإسلامية المتشددة التي ظهرت لاحقًا، وذلك على الرغم من الانتشار القوي للمذهب الصوفي التقليدي هناك.


وتابع التقرير أن الصومال مثلت لتنظيم القاعدة "الملاذ الآمن" للاحتماء من التهديدات، وفي الوقت نفسه مكانًا ومسرحًا لعمليات التنظيم العسكرية وتجنيد الأفراد، وبثت مواقع الانترنت تسجيلاً مصورًا لزعيم القاعدة أيمن الظواهري في فبراير 2012، يعلن فيه أن حركة شباب المجاهدين الصومالية انضمت رسميًّا لشبكة القاعدة العالمية، وتضمن الشريط تسجيلاً صوتيًّا لزعيم حركة شباب المجاهدين مختار أبو الزبير يعلن فيه الولاء للظواهري.


الهيكل التنظيمي


حول الهيكل التنظيمي للحركة، أكد التقرير أن الحركة لا تُعد كيانًا متجانسًا، بل تحالف يضم مجموعة الفصائل المنضمة تحت لوائها، وتعتمد على اللامركزية في عملها، وبالرغم من ذلك كانت فصائلها تجتمع تحت جدول أعمال مشترك لتوحيد عملها، مثل السعي إلى هزيمة قوات الاتحاد الإفريقي والحكومات الصومالية، وتطبيق الشريعة والقوانين الإسلامية في التعاملات اليومية في جميع أنحاء الصومال.


طرق المواجهة


وفيما يتعلق بكيفية المواجهة وتجفيف المنابع الفكرية والمادية، أكد التقرير أهمية حرمان الحركة من مصادر تمويلها الأساسية، التي تعتمد بشكل أساسي على التحويلات الخارجية من الدول الأوروبية، وكذلك التجارة، وخاصة تجارة "الفحم"، ومحاصرة الموانئ والمنافذ التي تستخدمها الحركة في تجارتها.


وشدد التقرير على ضرورة التصدي لمحاولات الحركة الإرهابية اجتثاث الفكر والجماعات الصوفية من الصومال، بتوفير الدعم الفكري والمادي وتوفير الحماية اللازمة للتيارات الصوفية هناك، والتواصل معهم، ومدهم بكافة أشكال الدعم المادي والمعنوي من كتب ومؤلفات تدعم وتؤصل للفكر الصوفي، والعمل على نشر ثقافة الإنشاد الديني والمديح وغيرها من الأدوات الناعمة في نشر الفكر الصوفي والترويج له.


أعداد الجالية الصومالية في مصر للمواجهة


لفت التقرير النظر إلى أهمية التواصل والتنسيق بين الجماعات والتيارات الصوفية في دول الجوار الصومالي، والاستفادة من تواجد عدد من الجالية الصومالية في مصر، وإعدادهم فكريًّا ليكونوا نواة لمواجهة الفكر المتشدد، بالإضافة إلى استمرار التواصل والتنسيق مع المتميزين منهم للمساعدة في نشر الفكر الصحيح ومحاربة الغلو والتطرف.


وطالب التقرير باستثمار الأدوات الإعلامية واستغلالها بالشكل الأمثل لمحاصرة الفكر المتطرف، ونشر الأفكار وتصحيح المفاهيم والمشاركة في التوعية، وبيان انحراف الأفكار والممارسات التكفيرية من خلال الإذاعات الموجهة للصومال باللغتين العربية والصومالية.


يذكر أن آخر العمليات التي نفذتها الحركة، وأشدها بشاعة ودموية، الاعتداء على جامعة "غاريسا" بشمال شرق كينيا، وقتل وذبح 147 طالبًا، بالإضافة إلى هجوم شنته الحركة منتصف إبريل الجاري على مقر وزارة التعليم العالي في العاصمة مقديشو، وقتل 5 أشخاص وجندي من القوات الإفريقية، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، بجانب الهجوم الكبير الذي شنته الحركة عام 2012 على مركز تسوق "ويست جيت" في العاصمة الكينية نيروبي، وأودى بحياة 67 شخصًا على الأقل، وإصابة 120 آخرين.