مؤتمر مشترك بين اليونسكو والأزهر حول "التربية على المواطنة العالمية"
نظم مكتب اليونسكو بالتنسيق مع مشيخة الأزهر، ووزارة التربية والتعليم مؤتمرا بعنوان، "التربية على المواطنة العالمية والأولوية الإقليمية"، اليوم الثلاثاء، ناقش ضمن فاعلياته المفاهيم الأساسية للتربية على المواطنة العالمية في ظل السياق العالمى والأقليمي.
وقال مدير مكتب اليونسكو الاقليمي"بيروت"، حمد بن سيف الهمامي، إن التزام اليونسكو بالتربية من أجل المواطنة يستند إلى الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي جاء فيه أن يبني السلام في عقول النساء والرجال.، موضحا أن موضوع التربية والقيم الإنسانية المشتركة والمواطنة يكتسب أهمية خاصة في ظل الصراعات المذهبية والطائفية، وانتشار العنف في العالم، لاسيما في كثير من الدولة العربية.
وأوضح الهمامي، خلال كلمته في المؤتمر، الذي عقد بقاعة مؤتمرات الأزهر، إن التنوع الزاهر في منطقتنا أصبح مصدرا للتوتر والنزاع، ويرجع ذلك في بعض أسبابه إلى عدم توفر الجهود والآليات والمؤسسات الداعمة للتربية على قيم التسامح وتقبل الآخر والعيش المشترك والحب الوئام، موضحا أن الوضع الحالي بحاجة أكثر من الماضي إلى تحديث مضامين وطرق التعليم لبناء مهارات تعزز قيم الاحترام والتفاهم.
وأكد علي الحاجة إلى تربية جديدة لزمن وظروف جديدة تعيشها المنطقة، وأن يكون للمؤسسات التربوية جميعا دورا في غرس قيم العيش المشتركة، وبناء الشخصية الوطنية الصالحة بدلا من الاكتفاء بنقل المعلومات والمعرفة فقط، ولا يمكن تحقيق ذلك بإجراء بعض إضافات وتعديلات هنا وهناك، ولكن بتغيير شامل في الطرائق التدرسية ومنظومة التعليم وعمليات التقويم.
وشدد علي ضرورة أن يكون هناك تنسيق كامل بين دور المؤسسات الدينية والمؤسسات التربوية، لبناء قيم المواطنة على أسس إنسانية ودينية، نظرا لتأثير الفكر الديني في المنطقة العربية، موضحا أن دور الأمام والواعظ في المسجد والكنيسة، لا يقل عن دور المعلم، ومن أجل ذلك نحرص في المؤتمر أن نجمع المهتمين في المؤسسات الدينية والتربوية.
وطرح الهمامي توصياته للمؤتمر، ومنها أن المواطنة العالمية لا تعني مطلقا القفز فوق الهوية الوطنية، بل هي تُبنى عليها وتعززها، بالإضافة إلي أنه من الخطأ اعتبار التربية على المواطنة مادة دراسية للامتحان، ولكن تعليمها يكون عن طريق الأنشطة المباشرة وغير المباشرة في جميع المواد الدراسية وفي جميع مناشط البيئة التربوية داخل المدرسة وخارجها.