التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:25 م , بتوقيت القاهرة

الآلاف يشيعون جثمان شهيد تفجيرات العريش لمثواه الأخير في بني سويف

شيع أهالى مركز "إهناسيا"، ببني سويف، جثمان الشهيد المجند محمد أحمد بكري معتوق، 22 عاما، الذي أستشهد خلال تأدية واجبه الوطني، في العملية الإرهابية التي استهدفت تفجير مبنى قسم ثالث العريش، لمثواه الأخير بمقابر الأسرة بقرية "الشيخ حرب".

 
وكان جثمان الشهيد، قد وصل ملفوفا بعلم مصر، إلى مركز إهناسيا، في حراسة الشرطة العسكرية، ثم تم نقله، إلى مسجد قرية «الشيخ حرب»  في حضور اللواء أحمد علي، السكرتير العام للمحافظة والمهندس سيد الروبي، رئيس مدينة إهناسيا، وتمت صلاة الجنازة، وتشييع الجثمان لمقابر القرية، وسط هتافات المشاركون، المنددة بالإرهاب والمطالبة بالقصاص من القتلة والإرهابيين.


فيما تحول الموكب الجنائزي للشهيد إلى مظاهرة ضد الإرهاب من أبناء القرية والقرى المجاورة، وهتافات المشيعين المعادية للإرهاب منها : «لا اله الا الله.. الشهيد حبيب الله» ، «يا شهيد نام وإرتاح وإحنا نكمل الكفاح» ، «حسبنا الله ونعم الوكيل».


وكانت القرية قد أتشحت بالسواد، وتحولت لسرادق عزاء كبير، بعد أن فقدت القرية أحد شبابها المجندين بالقوات المسلحة، والذي كان على وشك إنهاء خدمته العسكرية بعد قضى أكثر من عامين تقريبا، بقسم ثالث العريش.


وقال أحمد بكري معتوق، 48 عاما، سائق، والد الشهيد، أن نجله أستشهد فدءا لبلده وأحتسبه عند الله من الشهداء، وأنه كان حريص على مهاتفة نجله الشهيد بصفة يومية للاطمئنان على أحواله والشد من أزره ورفع روحه المعنوية، لافتا إلى أنه كان على وشك إنهاء خدمته العسكرية.


وكان قد أنتهى من عمل التعبئة الأخيرة تمهيدا لتسليم مهماته، ولكن القدر لم يمهله، لافتا إلى أنه علم بنبأ استشهاد نجله من مكالمة هاتفية لأحد القادة العسكريين، وطالبه بالتماسك لحين نقل الجثمان من مستشفى القصاصين بالإسماعيلية لقرية وأداء صلاة الجنازة عليها.


بينما قالت أم الشهيد : «الحمد لله الذي شرفني بأن يكون أحد أبنائي شهيدا»، وتابعت أم الشهيد، بصوت متهدج، وبنبرة حزن بالغة، أنها فخورة بولدها، والحمد لله الذي اختاره وهو يقف دفاعا عن وطنه «محمد هدية للوطن» ، ولفتت الأم إلى أنها استطعت مشاهدة جثمانه الطاهر وتقبيل جبهته قبل أن يذهبوا به للمقابر، "والحمد لله على قضائه وقدره، فأبني لا شك أنه غالٍ على ولكن الوطن أغلى منه".


وقال شقيقه « محمود ـ 24 عاما»  أن الشهيد حدثه كثيرا على الخطورة التي يتعرض لها هو وزملائه في مكان خدمتهم بالعريش، كونها المسرح الأول للعمليات الإرهابية في المنطقة، مؤكدا، أنه كان دائم التواصل معه هاتفيا للإطمئنان عليه.


بينما عبرت «نهي ـ 17 عاما» شقيقة الشهيد، عن حزنها على فراق شقيقها قائلة : «حسبي الله ونعم الوكيل .. منهم لله اللي ضربوهم غدر .. ربنا ينتقم منهم».


وجدير بالذكر أن العملية الإرهابية التي أستهدفت مبنى قسم ثالث العريش بشمال سيناء، مساء الأحد الماضي، وعن عن مسؤوليتها "بيت المقدس"، نتج عنها عن استشهاد ضابط شرطة و7 مجندين بينهم المجند محمد أحمد بكري معتوق، 22 عاما، نجل قرية الشيخ حرب التابعة لمركز إهناسيا بمحافظة بني سويف.