"خالف تعرف".. الانتخابات السودانية "الداخل أولا"
على عكس العادة، انطلقت الانتخابات السودانية اليوم الأحد، داخل البلاد، فيما تبدأ عملية تصويت السودانيين في الخارج أيام 17 و18 و19 من الشهر الجاري.
وتشمل الانتخابات السودانية 3 اقتراعات، أولها على منصب الرئيس، وثانيها لاختيار أعضاء البرلمان، أما ثالثها لاختيار مجالس الولايات.
ومن المتعارف عليه في الدول العربية والغربية بدء التصويت في سفارات البلدان في الخارج آولا، يليه إدلاء الناخبين بأصواتهم في الداخل، على عكس ما حدث في السودان هذا العام، وهو وصفه المفكر السوداني المختص في الدراسات الإجتماعية د. حيدر إبراهيم، بعدم جدية النظام السوداني.
أضاف في اتصال هاتفي لـ"دوت مصر": للمرة الأولى يحدث ذلك في السودان، ولكن ما أود التأكيد عليه أن النظام السوداني يتعامل مع الأمر بعدم الجدية فهو يدرك تماما أن الأمر محسوم بفوز عمر البشير رئيسا للسودان وهيمنه حزب المؤتمر على البرلمان.
وقاطعت أحزاب المعارضة الرئيسية الانتخابات، على خلفية رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم تأجيلها إلى حين الاتفاق على تعديل الدستور.
بدورة، اعتبر المحلل السياسي السوداني، صلاح الدومة، في اتصال هاتفي من الخرطوم لـ"دوت مصر": أن الرئيس السوداني عمر البشير يتبع منهج "خالف تعرف"، مشيرا إلى أن النظام في السودان يسعى للخروج عن المألوف دون إدراك عواقبه.
وفاز عمر البشير برئاسة السودان، الذي حكم السودان 26 سنه، في الانتخابات عام 2010 بنسبه 68% من أصوات الناخبين التي أجملتها بـ10.114.310 صوتا من أصل أكثر من 16 مليونا، هو تعداد المسجلين في السجلات الانتخابية، وجرى خلالها تصويت السودانيين في الخارج أولا ومن ثم التصويت في الداخل.
وقال الدومة، وهو أيضا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهري: أي دولة يضع فيها قانون الانتخابات وبعدها يتم تشكيل مفوضية تشرف على هذا الانتخابات وفق القانون، ومن المتعارف عليه أيضا أن يكون التصويت في الخارج أولا ثم في الداخل مثل أي دولة في العالم.