مرشحون لحمل عصا البشير أوفرهم حظا امرأة
يذهب الناخب السوداني اليوم إلى صناديق الاقتراع، في أول عملية انتخابية يشهدها البلد العربي بعد انفصال جنوبه، ليدخل إلى لجنة الاقتراع ليقضي فترة طويلة حيث من المقرر أن ينتخب أعضاء البرلمان السوداني وأعضاء مجالس الولايات إضافة لاختيار رئيس الجمهورية.
حالة من المقاطعة شنتها الأحزاب المعارضة، أبرزها "حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي، والمؤتمر الشعبي المعارض"، قبل الانتخابات المزمع إجراؤها اليوم الاثنين، إضافة إلى استباق عدد من المؤسسات الدولية بدء عملية الانتخابات لإعلانها رفضها من البداية، ورفض المشاركة في مراقبتها، على رأسها "الاتحاد الأوروبي" الذي قال إنه لن يستطيع اعتبار الانتخابات الرئاسية السودانية، المقررة هذا الشهر، "شرعية وتتمتع بالمصداقية".
دفعت هذه الأمور إلى تقدم بعض الساسة ذوي الحظوظ الأقل للانتخابات الرئاسية، أوفرهم حظا الرئيس السوداني الحالي عمر البشير، والباقون على الترتيب:
فاطمة
عبد المحمود، أسست أول حزب تقوده امرأة في السودان، واختارت له اسم التنظيم الذي أوجده النميري قبل ذلك بعقود حيث كانت واحدة من ألمع وزرائه والمقربين له، وتترأس حاليا حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي، وهي بذلك أول امرأة سودانية تقود حزبا، كما أنها عضو مجلس شورى اتحاد المرأة السودانية، ورئيسة شعبة العلاقات الأوروبية والأمريكية بالمجلس الوطني.
تعد الوزيرة السابقة من أشد المدافعات عن حقوق المرأة، وأيدت في عهد النميري تخصيص حصة برلمانية (كوتا) للنساء لا تقل عن 25% من جملة مقاعد البرلمان، وعلى الصعيد الحزبي شغلت منصب أمينة المرأة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي، وسكرتيرة اتحاد نساء السودان في ذلك العهد.
اختارتها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" بباريس والأمم المتحدة ضمن أكثر 60 امرأة تميزا في العمل العام ببلادهن عبر العالم. كانت قد حازت على ميدالية سيزر الذهبية للأمم المتحدة في عام 1975، بوصفها من أميز ثلاث نساء في العالم، إلى جانب رئيسة الوزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي، ورئيسة سريلانكا السابقة شاندريكا باندارانايكا.
فضل
السيد شعيب عيسى، هو المرشح عن حزب الحقيقة الفيدرالي لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة.
جاء في أول تصريح له بعد ترشيحه للانتخابات من قبل حزبه "إن الممارسة الراشدة للديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة ستنعكس ايجابا على أمن واستقرار وتقدم الوطن" مؤكدا حرص واهتمام جماهير حزب الحقيقة بالمشاركة في الانتخابات القادمة باعتبارها استحقاق دستوري، داعيا جماهير حزب الحقيقة بالاندفاع إلى صناديق القتراع بعيدا عن الاحتراب والضغوط النفسية والممارسة غير الراشدة، لنقدم نموذجا حقيقيا للممارسة الديمقراطية باعتبارها صمام أمان للسودان".
وأبرز ما جاء في برنامجه الانتخابي السعي للحوار الوطني رغم الرافضين له، وقال إن الآلية تمارس السياسة بوطنية وأخلاق ولا تمارس السياسة بالعنف، وأن لقاء الآلية الأخير بالرئيس نقل الحوار من مرحلة البيات إلى مرحلة الحركة والنمو.
وكشف شعيب عن محفزات دولية للسودان إذا عالج السودانيون مشكلاتهم واكتمل الحوار، وحول وحدة الإسلاميين قال شعيب إن الحوار ليس مرهونا بوحدة الإسلاميين، والحوار غاياته وأهدافه هو وحدة الجبهة الداخلية السودانية من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وخلافه.
محمد
عوض البارودي، ما إن سحب استمارة ترشيح لمنصب رئيس الجمهورية حتى أعلن الحزب الحاكم في ولاية الخرطوم فصل البارودي من عضويته، لم ينتظر وطني الخرطوم اكتمال التزكيات أو الفراغ من مرحلة الطعون، إذ تم فصل البارودي بتصريح صحفي.
البارودي حفيد مؤسس طريقة صوفية مشهورة، درس في السودان، ثم أكمل تعليمه الجامعي في بريطانيا، حتى حمل لقب دكتور، ينتمي إلى الحركة الإسلامية منذ نعومة أظفاره، البارودي من جيل حسين خوجلي، والمحبوب عبد السلام، والصادق الرزيقي.. عمل وزيراً في حكومة ولاية الخرطوم، ولديه رؤى في مجال صناعة التعليم.
رغم هذه الخلفيات والمؤهلات اضطر البارودي أن يقفز خارج أسوار الحزب ليقدم رؤية سياسية جديدة، ليس البارودي وحده، حينما تم إعلان الترشيح لاختيار مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية داخل المجلس القيادي تدافع الحضور لتقديم الخيارات، حينما تم فتح باب الانسحاب لم يجد الرئيس البشير شخصا ينافسه، اضطرت اللجنة الفنية المنظمة إلى إعادة العملية.
جاءت أولى كلمات "البارودي" بعد الإعلان عن ترشحه "برنامجي الانتخابي يقوم على محاربة المحسوبية، لن أرفض دعم أي حزب سياسي.. وإن كان معارضا قرار ترشحي شخصيا، ولا أدري من أين ستمول حملتي الانتخابية، وعلاقات السودان الخارجية في حاجه إلى مراجعة شاملة".