يدخل أحد المعارض المعلن عن إقامتها، يأخذ جولته الأولى.. الأسعار تجذب قبل الجودة، كما هو معروف لدى سياسة المستهلك.. تلتفت عيناه يمينا ويسارا شرقا وغربا باحثا عن أسعار تناسب ما يحمله "جيبه" من نقود.. يتوقف لوهلة، ويتمهل.. يغمض عينيه مرتين أو ثلاث.. كأن الطير وقف على رأسه.. ليكتشف أن هناك "شالا" يصل سعره 15 ألف جنيه.. يشك للحظة أن الخطأ في عينيه.. وينظر إلى أسعار أخرى ليكذب عينيه.. ثم يعيد الكرة ليجد "شال سعره 15 ألف جنيه فقط".

يردد بينه وبين نفسه "شال هندي وبـ 15 ألف.. ليه؟.. ممكن أنزل أجيبه من العتبة أو الموسكي بـ 15 جنيه.. بس ده ليه والسعر ده ليه؟".. مما جعل "دوت مصر" يسأل ما قاله أحد زوار المعرض للصناعات اليدوية الهندي علانية "ما هي أسباب وصول سعر هذا الشال لهذا الرقم؟".

"استخدمت في صناعته 60 لونا مستخلصة جميعها من الطبيعة، تصميمه مختلف عن أي شال يدوي في العالم كله"، بابتسامة تشوبها السخرية يجيب صانع الشال، هندي الجنسية، ويضيف: "استغرق تصميمه والانتهاء من تطريزه 6 سنوات ونصف، مما جعلني أخضع لعملية في عيني إثر تأثرها من شدة تركيزي".

يضيف: "دخلت تحد مع الحكومة الهندية بسبب هذا الشال، حيث إذا وجدوا قطعة أكثر جمالا من هذا الشال، سأتنازل لهم عنه دون أي مقابل، فبحثوا كثيرا، حتى أعطوني جائزة في عام 2011، بأنه أكثر قطعة قيمة في تاريخ الحرف اليدوية".

جدير بالذكر أن المعرض الهندي للحرف اليدوية، بدأ الأحد الماضي، بمركز الحرف في الفسطاط، واستمر حتى 7 إبريل، ثم انتقل إلى مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية من 9 إبريل، وحتى مساء أمس السبت.