التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:13 ص , بتوقيت القاهرة

عمر مكرم.. مسجد "الشيخ العبيط" قبلة المشاهير

مسجد عمر مكرم.. القابع في وسط مدينة الألف مئذنة، وداخل أشهر ميادينها "ميدان التحرير"، واحد من ضمن مساجد أخرى، تكبر أو تصغر عنه، ولكن بالتحديد اكتسب شهرة كبيرة دون غيره، بسبب موقعه في قلب الميدان منذ ثورة 1952.


وحديثا كونه أصبح قبلة "مشاهير الموتى"، حينما اختاروه لإقامة سراديق العزاء للمشاهير من السياسين والمثقفين والكتاب والفنانين والشخصيات العامة، ولا تكلف نفسك عناء السؤال والبحث إذا ما سمعت عن وفاة أحد مشاهير المجتمع، بمكان العزاء، حتما سيكون بمسجد عمر مكرم.


الشيخ العبيط


بني المسجد القائم بميدان التحرير، في فترة حكم الملكية دون أن يذكر تاريخ في أي سنة، وتم بناءه تحت اسم مسجد الشيخ "محمد العبيط"، أحد كبار علماء الأزهر والمسجد القائم بمنطقة جزيرة العبيط "بميدان الإسماعيلية" نسبة إلى ميدان الخديوي إسماعيل "ميدان التحرير حاليا"، وبعد وفاته تم بناء ضريح له داخل المسجد، وهو ما يوجد به الآن عكس ما يشاع عن أنه ضريح للشيخ عمر مكرم نقيب الأشراف، والذي توفي عام 1822م.


مسجد عمر مكرم


بقي المسجد طوال فترة حكم الملكية يتوسط ميدان الإسماعيلية إلى أن قامت ثورة يوليو 1952، وتحول اسم المسجد من مسجد الشيخ محمد العبيط إلى مسجد الشيخ عمر مكرم، الزعيم الذي اختار محمد علي ليتولي شؤون البلاد، وبقي الاسم وعمره 63 عاما يعلو أبواب المسجد وأمامه واقف الزعيم المُعلم رافعا سبابة يديه اليمني، وممسكا بكتبه في يده اليسرى إلى الآن.


شاهد على العصر الحديث


ظل المسجد شاهدا على متغيرات الأحوال بمصر في العصر الحديث، فبدأت منه مظاهرات معارضة للسادات عام 1972، لدفعه إلى الحرب، ثم عادوت المظاهرات من داخل المسجد لتحية السادات بعد الحرب، وبجانب أسواره خرجت المظاهرات اعتراضا على غلاء الأسعار والانفتاح الاقتصادي.


وبقي المسجد يؤدي دوره بعد ذلك في إقامة الشعائر الدينية تارة وإقامة سراديق العزاء لكبار رجال الدولة والمشاهير تارة أخرى، إلى أن قامت "25 يناير" عام 2011، فجسد المسجد نقطة الارتكاز، وكان الماؤى حينما تشتد المظاهرات، كما كان المشفىَ عند سقوط الجرحى، وكان المنبر الإعلامي حينما يطالب المتظاهرين بمطالبهم، ويظل المسجد وجدرانه شاهدا تفاصيل الثورة وتاريخها.


قبلة المشاهير


حملت ساحات مسجد عمر مكرم وأبوابه أسماء كبار رجال الدولة ومشاهيرها مثل عبدالعزيز حجازي وعاطف عبيد، رؤساء مجلس وزراء مصر السابقين، وفنان الكاريكتير أحمد رجب والفنانة مريم فخر الدين والفنان خالد صالح والفنان سعيد صالح وجنازة شهداء الجيش في العريش.


سرادقات العزاء


اشتهر المسجد باختياره ليكون المكان الأول لسرادقات العزاء للسياسية ورجال الدولة والمثقفين والفنانين وأيضا لتقديم واجب العزاء في ضحايا الحوادث الجماعية مثل شهداء تفجيرات العريش و استقبال عزاء شعبي لرؤساء دول أخرى مثل عزاء الملك عبدالله.


ويتكون المسجد من قاعتين هم الأشهر والأكثر معرفة على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، القاعة الصغري ويصل إيجارها إلى 1000 جنيه، والقاعة الكبرى إلى 3000 جنيه، ويستعان بإقامة سرادقات كبرى بجانبه للشخصيات صاحبة الشهرة الكبيرة.