التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 03:43 م , بتوقيت القاهرة

درية شرف الدين: لا بد من وجود إعلام قوي يحمي المجتمع

أكدت وزيرة الإعلام السابقة، درية شرف الدين، أن الحرية الإعلامية مسؤولية تجاه الوطن والمجتمع وليست حرية الإسفاف، مشددة على أهمية وجود إعلام دولة قوي يحمي المجتمع ويدافع عن مصالح الوطن، مشددة على أن الدولة التي تتخلى عن إعلامها القومي تخطئ في حق الوطن والمواطن.


وقالت شرف الدين، خلال كلمتها في الندوة التي نظمها المركز الثقافي المصري بالرباط مساء أمس الخميس، تحت عنوان "دور الإعلام في مواجهة تحديات العصر"، إن تطور تكنولوجيا الاتصال يطرح تساؤلا حول حدود التأثير المتبادل بين وسائل الإعلام والمجتمع، وأيهما يدفع الآخر للتغيير، والإجابة هي أن الإعلام يؤثر في المجتمع بقدر ما يؤثر المجتمع في تطور الإعلام.


وأضافت أن ما بات يعرف بالإعلام الجديد جعل من كل مواطن إعلاميا، وهذا جيد، لأنه يوسع مدارك الفرد ويعزز مساهمته في خدمة المجتمع، ولكن في المقابل قد يسبب البلبلة بسبب نشر أخبار كاذبة ومغلوطة، مؤكدة أن مصر شهدت في الفترة الأخيرة تطورات صعبة ومتلاحقة، وعانت من آثار التطور الديني والرغبة في تغيير الهوية المصرية.


وأشارت إلى أن الإعلام لعب دورا إيجابيا في إذكاء ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وليس ذنبه أنه تمت سرقة ثورة 25 يناير لصالح جماعة الإخوان، كما لعب الإعلام دورا إيجابيا في مكافحة الإرهاب من خلال نشر الحقائق، وكذلك التصدي للنعرات الطائفية التي حاول البعض الترويج لها، كما أدى دورا حاسما في مواجهة القنوات التابعة للإخوان والقنوات المأجورة التي دأبت على نشر الأكاذيب والترويج لها.


ولفتت إلى أنه من أهم نتائج الفوضى الإعلامية التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة أن المواطن أصبح قادرا على التمييز بين الإعلام الجيد أو الوطني والإعلام السيء أو المأجور.


من جانبه، أيد وزير الاتصال المغربي السابق خالد الناصري إنشاء مرصد إعلامي مغربي، مؤكدا أنه ليس هناك من يعترض على زيادة عدد القنوات التليفزيونية في المغرب، ومضيفا "أتصور أن السنوات القليلة المقبلة ستفتح أبواب البث التليفزيوني على مصراعيه، وإنشاء قنوات تليفزيونية خاصة".


وأضاف الوزير المغربي، خلال كلمته بالندوة، أن هناك حاجة لتمتين وتقوية المعرفة بين الشعبين المصري والمغربي، لتجنب السقوط في فخ النمطية، مشددا على أهمية تنوع وسائل الإعلام التي تتناول العلاقة بين البلدين بدلا من خطاب إعلامي واحد يكون مصدرا للخلل.


وقال إن هناك اختلالا في حجم المعرفة بين البلدين نتيجة تراكمات سابقة، حيث أتاح الانفتاح الثقافي المصري للمغاربة معرفة مصر، وهو ما لم يتوافر للمصريين عن المغرب.


وأوضح أن قياس مستوى الحرية الإعلامية هو سيف ذو حدين، لأن الإعلام يستخدم كبوابة غير مرغوب فيها بحجة فتح المجال للممارسة الديمقراطية، وهذا خطر لأن التجربة التي مر بها المغرب أظهرت ضرورة إيجاد توازن بين الحرية الإعلامية والمسؤولية الوطنية، ونحن في حاجة لضبط الأداء الإعلامي دون المساس بمسار التطور الديمقراطي في المملكة.