التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:59 م , بتوقيت القاهرة

سرعة انتشار الشائعة في زمن "تويتر".. "أكل الزوجة" نموذجا

"كالنار تسري في الهشيم"، هكذا أصبحت الشائعات في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، فالفتوى المنسوبة لمفتي المملكة العربية السعودية بإباحة أكل الرجل لزوجته في حال الجوع الشديد، أثارت جدلا واسعا على الرغم من عدم إسنادها لأي مصدر موثوق، مما اضطر المفتي عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ل نفيها رسميا.

الفتوى مثلها مثل ملايين الشائعات التي تنتشر عبر "فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما من المواقع التي أصبحت ساحة لتداول المعلومات مجهولة المصدر أو الهوية، إلا أن عددا كبيرا من مستخدمي هذه "الساحة" يميلون لتصديقها، ولا ينتشر نفيها إن وجد كبنفس قوةانتشار الشائعة نفسها. 

إذا.. كيف تصدر الشائعة وتنتشر بتلك السرعة؟

يقول الخبير في إدارة الشبكات الاجتماعية محمد عاطف لـ"دوت مصر"، إن أغلب شائعات التواصل الاجتماعي تبدأ من أشخاص قد لا ينتمون لتيارات أو سياسات معينة، ولكن أغلب الصحف والمواقع هي التي تعطي للشائعات قيمة، وذلك من خلال المساهمة في نشرها دون التأكد منها.

وضرب مثال على ذلك موضوع فتوى "أكل الزوجة"، حيث إنها بدأت من حساب عبر تويتر، تابع لشخص غير معلوم الهوية أو الجنسية، لكنه تم نقل الشائعة بين العديد من التابعين له، ومن ثم أثار جدلا في الرأي العام، ورغبة المواقع المغمورة، أو الصغيرة حول العالم في الشهرة، تبدأ في المشاركة في "الهاشتاجات" التي يتابعها عدد كبير من الناس، وقد يأتي ذلك على حساب التأكد من المعلومة.

ومن الذي ينشر تلك الشائعات؟

قال عاطف إن اغلب من يروجون لهذه الشائعات هم مرضى نفسيين، وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة أعدادهم، وهي السبب الرئيسي وراء أغلب تلك الشائعات، ويجب الرجوع لأصل المعلومة ومصدرها الرئيسي قبل تداولها.

وتحدث عاطف عن واجب الحكومات بسرعة الرد على هذه الشائعات التي يتم تداولها، حيث إنها قد تثير الجدل إذا لم يتم ردعها.

ونشرت "فرانس برس" دراسة أمريكية في شهر فبراير الماضي، تحمل عنوان "أكاذيب وأكاذيب كريهة ومحتوى ينتشر بسرعة"، حيث قال مدير الدراسة، سيلفرمان: "المعلومات الكاذبة تثير في أغلب الأحيان اهتماما أكبر من الأخبار الصحيحة، لذلك تنتشر بشكل أوسع".

الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعي

بدأت الظاهرة مع تنامي لجوء الجمهور إلى مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، واستخدام نشطاء وجماعات ضغط لتلك الوسائط للترويج لمواقفها ومزج الخبر بالرأي، وتنقل مواقع وسائل إعلام تقليدية تلك الأخبار، حتى لو نسبتها إلى تويتر أو فيس بوك، وفقا للدراسة.

إلا أن قوى كبرى ودولا تستثمر في الإعلام كوسيلة للسياسة الخارجية، بدأت تطوع الظاهرة لإضفاء مصداقية على أخبار مختلقة بهدف التأثير في الرأي العام باتجاه معين، وعبر التدوير من موقع لموقع ثم لوسيلة إعلام رئيسية يصبح الخبر وكأنه "موثوق" وتختفي "العنعنة" (أي عن كذا وعن كذا).

وأشار عاطف في هذه النقطة، إلى أن الشائعات تعتبر وسيلة للتسويق، فمجرد المشاركة في نقل هذه المعلومات أو تداولها يساهم بنسبة كبيرة لتأكيدها، وأضاف أنه في بعض الأحيان حتى إذا تم تصحيح المعلومات المغلوطة يصر أشخاص على تداول المعلومة الخاطئة، وقال في هذا الصدد: "شخصية سياسية بارزة تناقلت معلومة فتوى "أكل الزوجة"، فحتى بعد تصحيحها رفض هذا الشخص تصحيحها، وكان من الممكن الرجوع للحساب الرسمي الذي يتبع المفتي العام للسعودية، عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ".