التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:25 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| والدة الطفلة مريم: "دفعت 5 آلاف عشان بنتي تموت"

ظلت الطفلة مريم، التي لم تتعد 11 سنة من عُمرها، مُلقاة أسفل أحجار السور الذي وقع عليها، ما يقرب من ساعة، ولم تجد الطفلة من ينقذها من أسفل سور الممر المجاور لمدرسة الأورمان بمنطقة كرداسة.


"دوت مصر" التقى، في مستشفى الهرم، بوالدة الطفلة مريم سالم، التي توفيت نتيجة سقوط سور عليها بطول 4 أمتار.


في غضون الساعة الثانية ظهرًا، وقع السور الذي يزيد طوله عن 4 أمتار  على دماغ الطفلة مريم وباقي زملاءها بالمدرسة، بعد انتهاء اليوم الدراسي، وظلت تنزف في دمائها قرابة ساعة، ولم يستطع أحد انتشالها من أسلفه.


مكالمة هاتفية


قبل أن تخرج الطفلة من باب المدرسة، كانت والدتها أجرت مكالمة هاتفية معها لتطمئن عليها في الامتحان الخاص بأحد المواد الدراسية، قائلة لها "أنا قفلت الامتحان يا ماما كله وهجيب الدرجات النهائية فياريت يا ماما تنفذي وعدك ليا وتخرجيني نتفسح سوى".


لم تعلم والدة الطفلة المريم، أن هذه المكالمة ستكون آخر مكالمة وداع لابنتها الصغيرة.. تساءلت الوالدة أثناء حديثها لـ "دوت مصر": "معرفتش أفرح بيها، بنتي عندها 11 سنة.. فين الحكومة.. فين حق بنتي يا ناس؟".


سيل الدماء


تقول والدة الطفلة: "احتضنت بنتي والدم يسيل من دماغها، لما ملقتش حد يشيلها وودتها المستشفى، وما شوفتش حد من الحكومة"، مضيفة أنها علمت بخبر وفاة ابنتها من أحد المدرسين بمدرسة الأورمان.


وتابعت: "قبل ما تقفل معايا التليفون قولتلها أنا مستنياكي على الأكل ومش هأكل غير لما تيجي من المدرسة".



عقارب الساعة تمر من وقت الحادث، حتى دقت الساعة الحادية عشرة مساءً، ولم تصل النيابة العامة لمستشفى الهرم لمناظرة جثة الطفلة مريم، بينما تمكث والدة الطفلة وأسرتها أمام ثلاجة المستشفى. انتهى الأمر باتصال تلقته الأسرة أن النيابة ستناظر الجثة في الساعات الأولى من صباح الخميس.


كانت تلك الكلمات التي قيلت في المكالمة، كلمات صادمة لوالدة الطفلة، التي تساءلت "بنتي الطفلة بقت مرمية في الثلاجة بالمستشفى، وأنا قاعدة بره مستنياها عشان أكفنها، وفي الآخر هكفنها بكره.. طب ليه ياربي العذاب ده كله؟".


5 آلاف جنيه


بعد سماع والدة الطفلة مريم عن ضحايا الإهمال في المدارس الحكومية، أقنعت زوجها أن تدخل ابنتها مريم مدرسة خاصة، حتى تضمن عناية جيدة بابنتهما، الأمر الذي انتهى بها إلى أن تلقى مصرعها تحت سور أمام المدرسة، وبعد أن ظلت تدفع لها 5 آلاف جنيه كل سنة بالمدرسة حتى تلقى معاملة حسنة، شعرت أنها دفعت المبلغ حتى تقتل ابنتها، "برده الإهمال هو هو، مفيش فايدة، في مدرسة خاصة وبرده ماتت، طب اعمل ايه، أجبها منين دلوقتي بعد ما ماتت؟".


أنهت والدة الطفلة حديثها لـ "دوت مصر"، بصرخات عالية، رافعة يديها إلى الله قائلة "حقك فين يا مريم.. يارب يارب يارب صبرني يارب".


وقال خال الطفلة "لما كلب الأهرام مات واتدبح في الشارع، الداخلية كلها قلبت الدنيا على المتهمين، والموضوع أخذ أكبر من حجمه.. طب فين بقي اللي هيجيب حق مريم البنت الصغيرة".


يذكر أن، السور المجاور لمدرسة الأورمان سقط على تلاميذ المدرسة أثناء خروجهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، ما أدى إلى وقوع وفيات وإصابات بين تلاميذ ابتدائية لم يتجاوز سنهم 15 عاما.


وتكثف أجهزة الأمن تحرياتها لمعرفة ملابسات وأسباب الحادث، لمحاسبة المسؤول عن واقعة مقتل الطفلة مريم.