التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 03:47 م , بتوقيت القاهرة

في ذكراها الـ45.. مشاهد وألحان وثقت مذبحة "بحر البقر"

في منطقة الصالحية بشرق الدلتا، صباح الثامن من إبريل عام 1970، كان أطفال مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة يستعدون ليوم دراسي جديد، يحملون حقائبهم الصغيرة، وسط توديع الأهالي لهم، لم يعرف الأطفال أن هذا اليوم سيصبح مخلدا في التاريخ بدمائهم الطاهرة، بعد أن راح ضحية مجزرة من قوات الاعتداء الإسرائيلي.



واحد وثلاثون طالبا رحلوا في قصف غادر من القوات الإسرائيلية بطائرات الفانتوم، وإصابة 26 آخرين من أطفال المدرسة، بمحافظة الشرقية، بعد سقوط 5 قنابل وصاروخين على المدرسة، التي كانت تتكون من طابق واحد يضم ثلاثة فصول.



أكثر من 45 عاما مرت على ذكرى المذبحة، وتبقى عدد من المشاهد التي تؤرخ لملامحها، عدد من الصور والفيديوهات وثقت جرائم إسرائيل، كما وثقها عدد من الفنانين، مثل المطربة شادية والشاعر صلاح جاهين، "الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية سمرا.. كانت من أشطر تلاميذي"، التي لحنها سيد مكاوي.



وشارك أيضا في التوثيق مجموعة من الأطفال غير المعروفين، بتقديم أغنية "بلادي يا بلادي"، التي أُدخلت فيما بعد ضمن لحن من ألحان أغاني ثورة 25 يناير، وتضمن "كليب" الأغنية بعض المشاهد النادرة واللقطات لأثار المذبحة.


المذبحة سطرت همجية العدو الإسرائيلي بأحرف من دم على كراسات الأطفال الفقراء، الذين يعمل معظم أبائهم في الزراعة، والبعض الأخر في إصلاح الآلات الزراعية.



وبثت الإذاعة المصرية وقتها بيانًا ينعي شهداء الحادث : "أيها الأخوة المواطنون، أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية، وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران".


كانت بحر البقر المجزرة الأولى من نوعها، في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، بالرغم من أنها ليست الأخيرة، فأصبحت تلك الواقعة أيقونة في الصراع العربي الاسرائيلي، ودافعا لجنود مصر في حرب أكتوبر عقبها بثلاث سنوات.