التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:59 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| 39 أسرة بقرية بطرة.. ضحايا للجهل أم "المستريح"؟

حزن، قلق، بكاء، طلاق، وموت رجل مسن.. أجواء سيطرت على 39 أسرة من أهالي قرية بطرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، تعرضوا لعملية نصب كبرى قالوا إنهم ضمن القضية المثارة مؤخرا، والمعروفة إعلاميا باسم "المستريح" أو "ريان الصعيد"، قد لا تكون هذه الأسر ضحايا للنصب والخداع فقط من قبل 4 أشقاء بالقرية، ولكنهم ضحية أكبر للجهل والرغبة في الربح السريع.


على بعد 15 كيلوا مترا عن مدينة الدقهلية تقع قرية بطرة، يتميز أهلها بارتفاع مستوى المعيشة، نظرا لعمل معظمهم في ليبيا لسنوات طويلة، والعودة من هناك بمبالغ كبيرة، حققت لبعضهم الرغد في العيش، إلا أن هذه القرية تعاني الجهل وانخفاض نسبة التعليم.


القصة تبدأ من ادعاءات أهالي القرية حينما حكوا لـ"دوت مصر" بأن 4 أشقاء بينهم ضابط احتياط، يقودهم طالب بكلية الحقوق، نصبوا خيوطهم حول 39 أسرة في "بطرة"، وجمعوا منهم مبلغ 20 مليون جنيه تحت وهم إعادة تدوير هذه الأموال وتحقيق أرباح كبيرة من توريد المواد الغذائية للقوات المسلحة، والتجارة في الدواجن.



من بين ضحايا عملية النصب هذه، والتي نسبها الأهالي لـ"المستريح"، رجل مسن توفي بعد النصب عليه في مبلغ 250 ألف جنيه.


والآن يتم مباشرة التحقيقات مع الأشقاء الأربعة، بينهم ضابط احتياط بالجيش، حيث تم تحديد السبت المقبل، جلسة لمحاكمة المتهمين بمحكمة طلخا، حسبما يقول محامي الأهالي،مضيفا بأن المتهمين سيتم محاكمتهم بتهمة النصب على 39 مواطنا، مشيرا إلى أنهم مندوبي "المستريح" في الدقهلية.


كاميرا "دوت مصر" حرصت على زيارة نماذج من ضحايا عملية النصب الكبرى التي تعرضت لها 39 أسرة بقرية بطرة بالدقهلية، وتعرفت منهم على تفاصيل ما حدث مع كلا منهم على حدة.



ومن جانبها، تقول فاتن الديسطي، إحدى الضحايا: "خدوا مني 40 ألف جنيه لتوظيفهم، وجني أرباح أكبر، تساعدني على زواج بنتي، وفي الآخر لم أستطع تزويجها بسبب النصب عليّ في كل ما أملك".


وتشير تحية عطاالله، ربة منزل، إلى أنه تم النصب عليها في مبلغ 270 ألف جنيه، بزعم توظيفها، وأنها تقدمت ببلاغ مع الأهالي في 39 محضرا متنوعا.


ويقول محمد السيد، 33 عاما، "عندما علمت بوجود شخص بالقرية، يقوم بتوظيف الأموال، فتوجهت إليه، وأعطيته مبلغ 20 ألف جنيه، تحويشة عمري، والتي كنت أصرف منها لعلاج بنتي من مرض الروماتيد، حيث تأخذ حقنة بمبلغ 5000 جنيه شهريا، ولكنه نصب عليّ، فلم أحصل على أموالي أو أستطيع علاج نجلتي".



محمد رزق، أحد الأهالي، يقول: "كنت أعمل في ليبيا، وجاء أحد أهالي القرية لي، محاولا إقناعي بتشغيل أموالي، والحصول على أرباح من التجارة في الجبن التي يتم شراؤها بأسعار رخيصة الثمن، وقمت بدفع مبلغ 200 ألف جنيه، وحصلت على أرباح 7% في البداية، وبعد ذلك أعطيته مبلغا آخر، لتصل المبالغ المالية التي حصل عليها مني أكثر من 2 مليون جنيه".


وتابع رزق بقوله: "بدأت في جمع المبالغ المالية له من المقربين، ليصل عدد الأهالي الذين تعاملوا معه إلى 39 أسرة، بواقع مبلغ 20 مليون جنيه".


ويضيف فؤاد: "علمنا منذ فترة عن هروبهم، فقمنا بمحاصرتهم بالسيارات، والقبض عليهم، وتسليمهم للشرطة، وتم حبسهم بسجن جمصة العمومي".


ويؤكد العديد من أهالي القرية دفعهم كل ما يملكون من أموال من أجل توظيفها، بعد أن باع بعضهم أراضيهم، وقدم بعضهم الآخر ممن سافروا إلى الخارج "تحويشة عمرهم"، بل إن بعض الأزواج طلقوا زوجاتهم بسبب توظيفهن للأموال وفقدها.



وكانت مباحث الدقهلية، تمكنت من ضبط تشكيل عصابي مكون من 4 أشقاء، هم "زكريا. م. ز"، 28 سنة، طالب بكلية الحقوق، وأشقائه نور، 32 سنة، عامل، وطارق، 30 سنة، وأحمد، 24 سنة، قاموا بالنصب على 39 مواطنا من أهالي قرية بطرة، بحجة استثمار أموالهم مقابل أرباح شهرية، حيث أوهموهم بصرف 90 ألف جنيه شهريا على المليون جنيه.


وكانت وسائل الإعلام تناولت مؤخرا الحديث عن شخصية "المستريح" أو المعروف بـ"ريان الصعيد"، رجل الأعمال مصطفى إبراهيم أبواللاه، المتهم بالنصب والاستلاء على أكثر من ملياري جنيه من المواطنين، بزعم توظيفيها في مشروعات ضخمة، إلى أن انكشف أمره، ودفعت الشرطة والنيابة للقبض عليه.


وربط أهالي قرية بطرة بين الأشقاء الأربعة اللذين نصبوا عليهم وبين "المستريح"، وأنهم مندوبون له بالقرية، مثلهم مثل ما ظهر ذلك في عدة مراكز بالعديد من المحافظات.



وكان رجل الأعمال مصطفى إبراهيم أبواللاه، المعروف بـ"ريان الصعيد" أو "المستريح"، أجرى مداخلة هاتفية، مع الإعلامي مصطفى شردي، في برنامج "90 دقيقة"، على قناة المحور، أمس الثلاثاء، أكد خلالها أنه بدأ التفاوض مع عدد كبير من الأهالي بشأن دفع 25% من إجمالي المبالغ المالية المستحقة لهم، وتقسيط المبالغ الباقية على 12 شهرا.