قطيع گــ العادة بلا نقصان أو زيادة
دأب صَرعـــى المسلمين من المفتونين بالإرهاب المقتاتين على العنف، المسقطين أزماتهم الاجتماعية والنفسية في كنف الدين والتدين، الرافضين لكل محاولة من الاقتراب بمعول العقل خشية فقدان راحة بالهم واطمئنانهم الزائف، يرتعبون من أن تمس أصنامهم المقدسة بتجميل صورة الدين أو لِنَقُلْ إظهار روحه ومقاصده، الذي لا ولن ولم يكن ليأمرنا بكل هذه الموبقات من أفعالهم الشنيعة، مقاومين بكل ما أوتوا من قوة هشة وعنف دفين، محاولين الفصل بين الزمكان بما يحويه وما نحن عليه الآن من تقدم.
كي لا يسقط الفكر الديني برمته في هوة (اللامنطقية) أو (عدم الاتساق مع الحاضر)!
ولا أمنع نفسي من الشفقة عليهم كَــ كائنات مستهلكة بائسة عديمة النَفع لا تنجح ولا تفلح سوى في النعيق والشكوى ونشر الشر وكراهية الآخر.. بحجة نُصرة الدين!.. والمحصلة في النهاية خزي "صااافي".. فَياليتكُم حتى كان لكم عبر التاريخ إرث ناجح تستندون عليه أو تستقوون به.
لكن أبـدا!
فكيف تملكون من التبجح ما يؤهلكم لتقتلوا الناس تحت شعار أجوف وهو مطالبتكم بمنهاج الخلافة لنصرة الدين (الخلافة التي هي سياسة "قح" في جوهرها) اليوم في ظل كل هذا التقدم العلمي والتكنولوچي؟!! هل لو كان توافر نظام معاصر بامتيازات سياسية أكثر مما كانت عليه وقت تطبيق الخلفاء للخلافة هل كانوا سيختارونها بكل ما تحمله جنباتها من دم؟
لنسترجع سويا ما يحلمون بتطبيقه گ مثال ناجح! لا أنعته بالفشل ولكن هو كان أقصى ما يمكن لأصحابه تطبيقه في ظل معطيات عصرهم.
شهدت دولة الخلافة تعاقب 4 خلفاء راشدين، وكان انتخاب الخليفة يتم بالشورى، وتطبق الشريعة بحذافيرها، وكانت المدينة المنورة هي عاصمة دولة الخلافة الراشدة، واستمرت الخلافة الأولى 30 سنة، حيث ثبت عن النبي (ص) أنه قال: تكون الخلافة على منهاج النبوة ثلاثين سنة ثم تصير ملكا وهذا الحديث يفصح بوضوح إلى أن مدة الخلافة الراشدة ( ثلاثون عامًا).
وبحساب فترة خلافة كل من الخلفاء الراشدين نجد هذا الحديث يصدق عليهم، فمدة خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام، ومدة خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام، ومدة خلافة عثمان إحدى عشر سنة وأحد عشر شهرًا وتسعة أيام، ومدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام.. مجموع مدة الخلفاء الراشدين الأربعة المذكورة سابقًا هي: تسع وعشرون سنة وأربعة شهور وخمسة أيام، ولو أضفنا لها مدة الحسن بن علي وهي سبعة شهور لاكتمل العدد إلى ثلاثين سنة بالضبط.
ولهذا قال معاوية بن أبي سفيان أول حكام العهد الأموي بعد انقضاء الثلاثين سنة: (أنا أول الملوك)، و لكل صاحب/ة عقل لو لم تكن هذه سياسة بحتة.. فماذا تكون؟!
وبنظرة على معشر المتنطعين ستَجــدهم سقطوا أو أسقطوا أنفسهم من حسابات العالم، متعامين عن كل ما ذكرناه وسبقنا إليه أساتذتنا.
فبدلا من أن يحققوا إنجازا يستندون عليه إن كانوا على حق، نجدهم يلجأون للتشويه والتكفير والمنع ونشر الكراهية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، تجدهم هم من دأبوا على مهاجمة الشيعة مُتمثلين في الجمهورية الإيرانية.. وإذ بإيران (رغم كل التحفظات) تقف اليوم ندا للدول العظمى، ويبقون هُم في أسفل سافلين بدلا من التعلم أو التقدم ولو خطوة واحدة بل يرجعون للخلف.
يهجون اليهود ويتعالى زجرهم لهم ودعواتهم من أعلى المنابر بتيتيم أطفالهم وتشريد نِسائهم، وللمفارقة العجيبة يصبح لهم كيان (شئت أم أبيت هي حقيقة رغم أي تحفظ)، بل وتُعَد من أولى الدول والكيانات، في البحث العلمي المتقدم!! وبدلا من التعلم والتفكر في كيفية وصولهم لما هم عليه، ولِمَ نحن نرجع بسرعة البرق، وحين نتكاتف يكون ذلك لنضرب دولة عربية أو لنتباحث ونتقاتل عن جواز الجهر بالنية من عدمه أثناء الصلاة ومشروعية النمص وأنسب سن لنكاح الطفلة والتداوي ببول البعير وشرح فقه المعاريض!
ومن المضحكات المبكيات أيضًا أن تجد الرئيس السوري الشرعي من تعالت دعواتهم عليه، ووصفوه بأقذع الأوصاف وتآمروا لـِ إسقاطه حتى دُمِـر فوق ال70% من البنية التحتية لبلاده.. ويشاء رَبك أنه حي يرزق وينتخبه شعبه ليعيد تعمير بلاده.. ذلك الذي أماتوه مئات المرات عبر تصريحاتهم الكاذبة!
وعن المواطنة.. حدث ولا حرج، فعلى سبيل المثال تجد الطائفية متجسدة في أبشع صورها ضد المواطنين الأزيديين والمسيحيين من مورس ضدهم شتى أنواع التنكيل بداية من نشر الكراهية، مرورا بالتحرش اللفظي، نهاية بالقتل والذبح والحرق.
ويشاء الرب العادل الرحيم أن يَشتدوا ويقووا ويستقوا بالمحبة والتسامح ويتمسكوا بأراضيهم أكثر وأكثر، وأشاهد وأتعجب.. وأسأل نفسي ألم يسأموا الفشل؟ ألم يسأموا الكراهية واستهجان المحيطين؟ ألم يفكروا لحظة واحدة أن الرب رحيييييييم وحاشاه أن يسعد بالقتل والدمار والدم والكراهيـــة؟
ألم يدركوا بعد، أنهم لا يضرون و لا يؤذون إلا أنفسهم وقضيتهم التي لطالما حَملت لقب (الخاسرة) بجدارة؟
ارحمـــوا ديننا ودين آبائنا وأهالينا وكفــــــوا أياديكم الملوثــــــة بالجهل والعنف عنه وعنا.. استحـــوا وكفــوا عَـن الغبــاء أو استكفـــوا منه أو گ ضرورة حياتية لنضع حولكم سورا من فولاذ ونعزلكم عنا، مُتقيين شركم وشر غبائكم، ليس خوفًا ولكن حرصا على طاقتنا بدلا من استنفادها معكـم وأنتم في النهاية زائلــــــــــون بحكم كل قوانين الطبيعة، لنستثمر طاقتنا وعقولنا التي وهبها لنا الله في تعمير الكون لا تدميره.