اللواء المحال للجنح: لم أر "الصباغ" أثناء فض المظاهرة
تستره على الملازم ياسين محمد، المتهم بقتل أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي الأشتراكي، جعله يمثل أمام محكمة الجنح، بتهمة التستر على الجاني، وتضليل النيابة.
"دوت مصر" حصل على أقوال مساعد مدير أمن القاهرة، بفرقة عابدين، اللواء ربيع الصاوي، أمام نيابة قصر النيل، في 26 يناير 2015، الذي تولى المنصب منذ عامين.
الشماريخ
"بعد وصولي ميدان طلعت حرب بدقائق قليلة، شاهدت تشكيل الأمن المركزي والضباط المكلفين بتأمين الميدان، الذين أخبروني بقدوم عدد من شباب الأشتراكين الثوريين و6 إبريل، وناس تانية وداخلين على الميدان، ومعاهم شماريخ وطوب".. هكذا كان رد اللواء ربيع الصاوي عندما سأله المحقق عن معلوماته بالواقعة.
وأضاف اللواء ربيع، "عندما وصل المتظاهرين إلى شارع طلعت حرب، كانوا يحملون لفتات مكتوب عليها هتافات معادية للشرطة، وكان للوهلة الأولى يفوق عددهم الألف شخص، ولكن بعدما وصلوا بالقرب من ميدان طلعت حرب، عبروا الشارع، ووقفوا عند شركة إيرفرانس، رفعوا يافطات خاصة بحزب التحالف الأشتراكي، وعبارت "الثورة مستمرة".
النصح والإرشاد
وقال اللواء ربيع: "ذهبت تجاههم، وتبين أن عددهم الحقيقي، لم يكن يتجاوز الخمسين شخصًا تقريبًا، وتحدثت معهم لإنهاء الوقفة بشكل سلمي، وعدم تعطيل المرور، وأعطتهم فرصة 15 دقيقة لإنهاء المظاهرة، فتحدث معي شخص يرتدي بدلة بني، وشعره طويل وأبيض، وقال لي، إنهم مش هينهوا المظاهرة، وأنهم هيدخلوا ميدان طلعت حرب، وبالفعل استجاب بعض الشباب لدعوته وحاولوا اقتحام الميدان، وعلى الفور أمرت بالقبض عليهم".
وتابع: "إنه بعد القبض على 6 من المشاركين في المظاهرة، ظل المشاركون يهتفون ضد الشرطة ويرددون هتافات "ثورة ثورة من جديد"، و"الثورة مستمرة"، وتراجعت للخلف بجانب القوة، وجالي تاني نفس الشخص، وقال لي "أنت متقدرش تعمل حاجة، وإحنا مش هنمشي"، فرديت عليه وقولت له، لسه قدامكم 5 دقايق".
وأضاف في أقواله: "نظرًا إلى عدم وجود معلومات مسبقة بتلك التظاهرة، وعدم وجود سيارات دفع مياه قريبة، وعدم إمكانية انتظار قدوم أي منها، فلم يكون أمامنا سوى النصح والإرشاد والانتظار بعض الوقت".
فض المظاهرة
قال الصاوي في تحقيقات النيابة لصعوبة الموقف وازدياد عدد المواطنين، وخشيةً من تعرض الجميع لأي عمل تخريبي، كان لابد من إنهاء التظاهرة، وصرف المتجمعين، وتم تحذيرهم بإطلاق قنابل الغاز، فرفضوا الاستجابة لتلك التحذيرات، فطلبتُ من الأمن المركزي تنفيذ التعليمات المكلف بها في هذه الحالات، وهو إطلاق الغاز، وعدم استخدام العنف في القبض على المشاغبين ومثيري الشغب.
التسليح والتعامل
وبسؤاله عن تسليح القوات المكلفة بتأمين المظاهرة، قال اللواء ربيع الصاوي: إن "جميع قوات أمن القاهرة من الضباط، تم تسليحهم بطبنجات 9 مم طويل، أما عن تسليح الأمن المركزي فكانت العصا الخاصة بهم".
أما عن تعامل القوات مع المتظاهرين، فقال: "تعاملت القوات بكافة الطرق القانونية والشرعية، وتم إطلاق قنبلتين غاز فقط لتفريق المتظاهرين، ولم أر أي أحد أصيب باختناق من الغاز، بعدها أمرت القوة بالقبض على مثيري الشغب، وتمكنت من ضبطهم، ولم أشاهد ولم أسمع دوي أية طلقات أو سقوط أحد وقت الفض".
الخرطوش
وأوضح اللواء ربيع الصاوي، إنه لم ير شيماء الصباغ وقت الفض، أو قبله، أثناء المظاهرة، نافيًا وجود طلقات الخرطوش ضمن تسليح القوات.
وكذَّب ما وصفه بالإدعاءات التي أدلى بها أعضاء حزب التحالف الشعبي الإشتراكي في واقعة مقتل زاميلتهم شيماء الصباغ.
إحالة الصاوي إلى الجنح
وأحالت النيابة اللواء ربيع الصاوي، ومجند شرطة، إلى محكمة الجنح، بتهمة تضليل النيابة العامة، عقب شهادتهم زورًا لتبرئة الملازم ياسين محمد، خلال التحقيقات.
يذكر أن شيماء الصباغ كانت أمينة العمل الجماهيري في حزب التحالف الشعبي بالإسكندرية، وقتلت في اشتباكات خلال تظاهرة لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، في ميدان طلعت حرب، بوسط القاهرة.
وكشفت التحقيقات عن إدانة ضابط الأمن المركزي، الملازم ياسين محمد، بقتلها عقب إطلاق الخرطوش عليها، فقررت النيابة إحالته إلى محكمة الجنايات، بعد توجيه تهمة الضرب المفضي إلى موت إليه.