فيديو| طفل فلسطيني يرسم لوحة فنية من ركام منزله
اختار الرسام البريطاني العالمي "بانسكي" بقايا المنازل المدمرة في غزة ليرسم بها لوحة شهيرة تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني، تسببت هذه اللوحة بجدل واسع في الأوساط الفلسطينية عقب بيع الطفل عمر دردونة للوحة لحاجته للمال بمبلغ 150 دولار، لفنان جرافيتي من غزة، ليتبين فيما بعد أن سعر اللوحة يتجاوز ذلك مئات المرات.
هذا الجدل المثير الذي افتعله بانسكي، ألهم الطفل الفنان محمد قريقع 14 عاما، أن يسخر بقايا منزله الذي دمرته إسرائيل، خلال عملية الجرف الصامد الأخيرة في حي الشجاعية، لرسم صور جديدة تخبر العالم بإقبال غزة على الحياة من تحت الأنقاض.
فقد أعاد محمد رسم لوحة بانسكي، المثيرة للجدل، وذلك على باب حديدي، وهو جملة ما تبقى له من منزله المدمر، وقضى وقته في رسم اللوحة، وهو يقف وسط أنقاض منزله الذي دفن أسفله مرسمه ولوحاته، والتي كانت تعد بمثابة أحلامه التي رافقته منذ نعومة أظافره.
ويقول الطفل قريقع لـ"دوت مصر" التي رصدت محاولته لرسم لوحة بانسكي:" إن بانسكي فنان مشهور ولا يوجد أحد لا يعرفه، ولكن في غزة هناك آلاف المواهب المدفونة، فأنا أردت إثبات حقيقة يغفلها العالم، بأنه رغم الحصار والاحتلال إلا أننا قادرون على أن نبدع ونرسم ونغني للحب والسلام".
وصمم قريقع إعادة رسم ذات لوحة بانسكي على باب حديدي في غزة لإثبات قدرته على التحليق عاليا في سماء العالمية، مؤكدا امتلاكه مواهب لرسم أي لوحة ممكن أن يرسمه ذلك الفنان الغربي.
ويقول الرسام الصغير:" بانسكي رسم لوحة لأحد الآلهة التي يؤمن بها الغرب على باب حديدي لمنزل مدمر يعود مليكته لمواطن من عائلة دردونة، فأنا أردت أن أعيد الاعتبار لذلك المواطن الذي فقد منزله، وكذلك لفت انتباه العالم إلى مقدرة أهل غزة على محاكاة النجومية التي يحتكرها الغرب لهم".
ويضيف متسائلا:" لماذا تكون أنقاض منازلنا مثيرة للغرب، ومحط أنظار لشهرتهم؟، فمن الأجدر أن تكون ملهمة لنا ولمواهبنا حتى نثبت للعالم أننا قادرون أن نصنع حياة جميلة من بقايا الركام".
وبعد إنتهاء الرسام قريقع من رسم لوحة بانسكي وضعها وسط ركام المنازل المدمرة في حياة الشجاعية، فيما تهافت عدد من المواطنين على التقاط الصورة التذكارية إلى جانبها.