التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:39 م , بتوقيت القاهرة

3 دروس على مصر مراعاتها قبل التدخل بريا في اليمن

رصدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية 3 دروس مستفادة من حرب اليمن التي خاضتها مصر في ستينيات القرن الماضي، على خلفية عملية "عاصفة الحزم" التي يشنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الحوثيين في اليمن، منذ أيام، واحتمالية مشاركة مصر بريا فيها، على حد قول المجلة.  


وشرحت المجلة حجم الخسائر التي تكبدتها مصر في تلك الحرب التي استمرت منذ 1962 إلى 1967، حيث راح ضحيتها 10 آلاف جندي وضاعت معها مليارات الدولارات، لتصبح فيتنام  أخرى، كما وصفها الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر في حديثه للسفير الأمريكي بالقاهرة.  


وأوضحت المجلة أنه ليس مفاجئا الرفض التام من جانب قطاع كبير من المصريين إرسال أي قوات برية للقتال في ساحة معركة بعيدة عن أراضيهم، مع رفضهم تدمير جيشهم الحديث لبناء بلد غير موجودة، حيث أنهم لا يريدون وضع قدم في اليمن، بحسب قولها.


وعن الدروس المستفادة من حرب اليمن التي يجب على مصر تدبرها قبل التفكير بإرسال قوات برية إلى اليمن مجددا، قالت "فورين بوليسي" إنه أولها عدم توقع الدعم الكامل من الولايات المتحدة الأمريكية، فإدارة أوباما تختلف بشكل كبير مع القاهرة والرياض في تصور الشرق الأوسط، كما إن السعودية بعدما انضمت لها مصر في الحرب ضد الحوثيين، ستفعل ما بوسعها لإيقاف جنون المجهودات الأمريكية لاستعطاف إيران، بالضبط كما فعلوا في الستينات حينما كان عبدالناصر خصمهم، لكن الآن هناك شك أن يتم الاستماع لهم. 


وثانيا، لفتت "فورين بوليسي" إلى أن تدخل قوات برية سيلزم تحريك جيش جرار إذا كانت هناك رغبة من التحالف للسيطرة على اليمن، ففي الستينيات نشرت مصر 70 ألف جندي، وفشلت في تهدئة أوائل الحوثيين اليوم، وتابعت: "ليس صدفة أن اليمن معروفة باسم مقبرة الأتراك، لما تكبدته القوات العثمانية من خسائر فادحة في محاولتهم لإخماد التمردات القبلية المتكررة في القرن التاسع عشر". 


واستكملت المجلة: "عليه من الأفضل لتدخل القوات البرية أن يقلل من أهدافه، من خلال اتفاق لتقاسم السلطة يحتفظ بموجبه الحوثيون بمكاسبهم لكنه يحرمهم من السيطرة على مدينة عدن ومضيق باب المندب، ويمكن القيام بذلك من خلال قوات برية أقل عددا مدعومة من القوات الجوية والبحرية".


أخيرا، أشارت المجلة إلى أن الدرس الثالث هو عدم وجود ولاءات دائمة في اليمن، منوهة إلى أن السعوديين تلقوا مؤخرا تذكيرا بهذه الحقيقة، حينما تخلى الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، عنهم لصالح الحوثيين، والذين بدورهم لم تكن لديهم أي مشكلة في التحالف معه على الرغم من مقتل مؤسس جماعتهم في 2004 على يد الجيش اليمني بأوامر منه.