كمال علام.. من تنظيم الحفلات لقيادة أخطر العناصر الإرهابية
ما بين تنظيم الحفلات والغناء في الأفراح البدوية بمدينة العريش، إلى قيادة أخطر العناصر الإرهابية في سيناء، رحلة تجسد حياة أمير تنظيم التوحيد والجهاد، والتي تتشابه في ظروفها مع رحلة العديد من أعضاء التنظيمات الإرهابية، التي بدأت بالغناء وانتهت بالتطرف، إذ أطلقوا اللحى ورفعوا رايات الموت وقرروا قتل الأبرياء.
اقرأ أيضا: صور| أمريكي وألماني وتونسي.. مطربو "الراب" في صفوف "داعش"
إنها رحلة كمال علام، أخطر العناصر الإرهابية في سيناء، والذي يقود تنظيم التوحيد والجهاد، أحد تنظيمات أنصار بيت المقدس، الذي سُمي باسم "ولاية سيناء"، وأعلن في بيان مساء أمس الجمعة عن تبني العملية الإرهابية التي استهدفت 7 كمائن أمنية بمدينة الشيخ زويد فجر الخميس، وراح ضحيتها 14 من أفراد القوات المسلحة.
اقرأ أيضا: صور| "ولاية سيناء" تنشر تقريرا عن هجوم العريش الإرهابي
وظهر علام في التقرير المصور، الذي نشره التنظيم تحت عنوان غزوة "ساء صباح المنذرين"، ضمن سلسلة "قسما لنثأرن"، بينما ظهر فيه كمال علام، ومجموعة من أتباعه أثناء دخولهم على الكمائن التابعة للقوات المسلحة، باستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة وسيارة إسعاف، وسرقتهم لأسلحة القوات وإحدى المدرعات.
ظهور علام في تقرير ولاية سيناء، أمس الجمعة لم يكن هو الظهور الأول لأخطر العناصر الإرهابية، بل سبقه ظهور آخر، عندما نشر تنظيم بيت المقدس في الخامس من فبراير الماضي تقريرا مصورا تحت مسمى "يوميات مجاهد".
وفي ذلك التقرير ظهر رجلا تبدو من ملامحه للوهلة الأولي إنه لرجلا أجنبيا، إذ تكسو وجه لحية بنية اللون وشعرا طويلا، وقيل إنه لأحد القيادات الأجنبية المنضمة إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لكن هذا الرجل هو في الحقيقة كان التكفيري، كمال علام.
بدأ علام، حياته كغيره من أبناء مدينة العريش، ونشأ في منزل متواضع مع أسرته، وهو أحد أبناء عائلة الفواخرية، التي تمثل ثلث سكان مدينة العريش، والتي كانت ينتمي بعض أبناءها للحزب الوطني المنحل.
ويعد علام الشقيق الخامس بين 6 ذكور و5 إناث، ويبلغ من العمر 36 عاما، حصل على دبلوم فني صناعي، وعمل قبل أن يتم اعتقاله في تنظيم الحفلات، كما اشتهر كمطرب في حفلات الزفاف البدوية في مدينة العريش، حتى تحولت حياته من مطرب يقضي ليلة في حفلات السمر والأفراح، لأمير جماعة تكفيرية جهادية.
واعتقل في 2003، لكنه تمكن من الهروب من سجن أبوزعبل في أعقاب "25 يناير"، إذ بدأ رحلته مع الإرهاب باختطاف الجنود السبعة أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وصار المتهم الرئيسي في تلك القضية.
ويواجه علام عدة اتهامات بينها حرق "قسم ثاني العريش" بعد "25 يناير"، واستهداف البنك المركزي بالعريش، والمشاركة في مقتل ضباط للشرطة، و5 مجندين ومدني، كما صدر بحقه حكما بالإعدام.
واختفى علام عن مدينة العريش فور هروبه أثناء يناير 2011، وطاردته قوات الأمن، حتى وردت أنباء مقتله على يد قوات الشرطة، فيما أعلنت وزارة الداخلية في 14 يناير من العام الماضي، مقتله مع 6 من مساعديه بمنطقة العجرة جنوب رفح برصاص مجموعة من الملثمين، وما لبث أن ظهر علام مكشوف الوجه في تقرير "يوميات مجاهد".
وخلال تلك الفترة التي سبقت ظهورi في تقرير "يوميات مجاهد"، غاب علام عن مدينة العريش وسيناء، وتواترت الروايات عن هروبه من سيناء وانضمامه للعناصر الإرهابية في سوريا، ومنها إلى ليبيا، قبل أن يعود ليستكمل مسيرة الإرهاب في سيناء، ويشارك أنصاره آخر الهجمات الإرهابية التي وقعت فجر الخميس الماضي مستهدفين 7 كمائن أمنية بقذائف الهاون.