هربوا من بطش الاحتلال الإسرائيلي لاجئين إلى سوريا للعيش في مخيمات بعيدا عن الدم، ولم يتوقعوا قبل أربع سنوات، أنهم سيذوقون عذابا أشد مرارة في مخيم اليرموك المحاصر من قوات نظام بشار الأسد وتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، ليتحول المخيم إلى أرض معركة عنيفة راح ضحيتها العديد من الفلسطينيين.

معاناة مستمرة

تعرض مخيم اليرموك الفلسطيني والذي يقع جنوب العاصمة السورية دمشق، إلى قصف متواصل من طائرات النظام السوري، وتم محاصرته من معظم الجهات ومنعت المعارك والهجمات على المناطق المحيطة من وصول أي مسلتزمات صحية لعلاج الجرحى أو السلع الأساسية للمعيشة لدرجة أن نحو 170 شخصا توفوا في مخيم اليرموك نتيجة الجوع خلال العام الماضي، وفقا لمعطيات نشرتها الجمعية الطبية السورية الأمريكية في تقرير لها هذا الشهر حمل عنوان "الموت البطئ".

كانت أول مرة يصل فيها مساعدات للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بعد عام من الحصار المشدد في أكتوبر 2014، حيث تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من تقديم أدوية لعلاج الفلسطينيين المصابين بأمراض مزمنة.

وما زالت تشهد مناطق في مخيم اليرموك قصفا عنيفا من قبل قوات النظام بقذائف المدفعية وصواريخ، يعتقد أنها من نوع "أرض – أرض" بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة.

بالتزامن مع قصف النظام للمخيم تمكن عناصر تنظيم "داعش" من التقدم مجددا والسيطرة على ساحة الريجة، التي يتم فيها توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية على سكان مخيم اليرموك، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "أكناف بيت المقدس" من أبناء المخيم ومقاتلين داعمين لها من فصائل إسلامية.

"داعش" و"جبهة النصرة" يتحدان على "اليرموك"

أصبح التنظيم يسيطر على نحو 70% من مساحة المخيم، ويأتي هذا التقدم والسيطرة بسبب نقص الذخيرة لدى "أكناف بيت المقدس"، والدعم من تنظيم "جبهة النصرة"، الذي أعلن مساعدته في اقتحام المخيم، وعدم تمكن مقاتلين جدد من الدخول اليوم الجمعة إلى المخيم، لمؤازرة المقاتلين الفلسطينيين، بحسب ما أفادت صفحة "مخيم اليرموك نيوز" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

مقتل 7 واعتقال أكثر من 300 فلسطيني

كما أكدت شبكة "قدس" الاخبارية، قيام "داعش" باعتقال نشطاء إغاثيين، إضافة لاختطاف نحو 300 لاجئ فلسطيني بينهم نساء من المخيم داخل المناطق التي تمكن من السيطرة عليها.

نزوح جماعي

سُجلت حالات نزوح جماعي من مخيم اليرموك إلى منطقتي يلدا وببيلا، بعد سيطرة? ‏تنظيم "داعش"و"جبهة النصرة"? على المنطقة المحيطة بمشفى الباسل وشارع حيفا، يأتي ذلك في وقت تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة مستمرة بين مقاتلي "أكناف بيت المقدس"، مدعمة بمقاتلين من فصائل إسلامية من جهة، وتنظيم "داعش"، مدعوما من تنظيم "جبهة النصرة" من جهة أخرى.