هكذا دقت طبول الحرب البرية في اليمن
بدأت القوات السعودية، اليوم الخميس، تفكيك السياج الحديدي في المناطق الحدودية مع اليمن، وتحديدا في محافظة حجة، لتقرع طبول الحرب البرية على الحوثيين، بعد يومين من طلب الرئيس، عبدربه منصور هادي، من دول مجلس التعاون الخليجي التدخل بريا في بلاده، حسبما كشف وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين.
وعلى الرغم من تصريح المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، العميد ركن أحمد العسيري، ردا على دعوة وزير خارجية اليمن، أول أمس الثلاثاء، إلى تدخل بري عربي في أقرب وقت ممكن "لإنقاذ اليمنيين المحاصرين من الحوثيين وحلفائهم"، بعدم الحاجة إلى التدخل العسكري البري في الوقت الحالي، بقي الخيار مطروحا، لاسيما وأن العسيري شدد على جاهزية القوات البرية السعودية للتدخل إذا ما دعت الحاجة، مؤكدا على أن قوات الرياض مدربة بشكل كامل للتعامل مع التضاريس اليمنية الصعبة، ما يعني أن الأمر بات "مسألة وقت".
تحرك مبكر
حشدت القوات السعودية تزامنا مع بدء العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، الأسبوع الماضي، نحو 150 ألف جندي مشاة من كافة القطاعات والأسلحة البرية على الحدود مع اليمن، تحسبا لتوغل الحوثيين، وأعلن المتحدث باسم العملية أن طائرات الأباتشي وسلاح المدفعية التابعين لسلاح المشاة يشاركون بالفعل في الجهود الحربية، من خلال قصف مواقع للحوثيين على الحدود السعودية اليمنية.
استعداد ثنائي
وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية نقلت، في اليوم ذاته، عن مسؤولين أمنيين وعسكريين مصريين أن القاهرة والرياض ستقودان عملية عسكرية برية فى اليمن، ضد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، عقب إضعاف قوتهم بالضربات الجوية، في عملية تشارك فيها دول أخرى، دون تحديد عدد القوات أو توقيت بدء العملية.
وأضاف المسؤولون أن "3 إلى 5 ناقلات جنود تتمركز على ساحل البحر الأحمر، وأنه من المخطط أن تشمل القوة المقترح مشاركتها فى العملية البرية نحو 40 ألف جندى، مدعومين بطائرات مقاتلة وسفن حربية ودروع خفيفة، على أن يكون المقر الرئيسى للقوة فى القاهرة أو العاصمة السعودية الرياض"، حسبما نقلت عنهم الوكالة.
الحل الأنسب
وبحسب خبراء استراتيجيين، تمتلك جماعة الحوثي كهوفا ومغارات ممتلئة بالسلاح بأنواعه كافة، الثقيل والمتوسط والخفيف، وهي ممتدة تحت الجبال الشاهقات في صعدة، ما لا يمكن تدميره عبر سلاح الجو مطلقا، الأمر الذي يجعل من الحرب البرية مطلبا ملحا وضروريا، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن بها الوصول إلى الإرهابيين في جحورهم، بحيث لا يبقى أمامهم في نهاية المطاف أي خيار سوى التسليم أو الانتحار.
إعداد جيد
ومع بروز الحاجة إلى قيام "عاصفة الحزم" بخطوات عسكرية إضافية جديدة لمواجهة التمدد الحوثي، الذي يبدو أن الغارات الجوية لم تكف لدفعه إلى التراجع، انطلقت، الاثنين الماضي، فعاليات التمرين المشترك "الصمصام 5"، بين القوات البرية الملكية السعودية ووحدات من القوات الخاصة بالجيش الباكستاني، الأحد الماضي، في مركز الملك سلمان للحرب الجبلية، بميدان شمرخ شمالي منطقة الباحة.
التدريبات جرت في بيئة وظروف مشابهة لما قد تواجهه قوات التحالف البرية داخل اليمن، حيث شملت التركيز على الحرب في بيئات ذات تضاريس جبلية صعبة وفي عمليات غير نظامية، وهو المعنى الآخر لحرب العصابات والشوارع، وهو ما أظهر جليا أنه مقدمة لعملية برية صار أمرها محسوما بالفعل، بحسب تقدير عدد من الخبراء.
تأهب سوداني
الرئيس السوداني، عمر البشير، أعلن أيضا خلال حوار صحفي في اليوم التالي عن استعداد بلاده للمشاركة في حرب اليمن بريا إذا طُلب منها ذلك، واعدا بإرسال قوى ستكون في حدود لواء من المشاة، وأكد أن المشاركة الرمزية لكل دولة كافية لتحقيق أهداف العملية.
الاشتباك الأول
وفي اليوم السادس لعاصفة الحزم، الثلاثاء، بدأت أول اشتباكات برية، بحسب سكان ومصادر قبلية، حيث تبادلت قوات سعودية ومقاتلون حوثيين القصف بالصواريخ والمدفعية على امتداد الحدود السعودية اليمنية، وأضاف سكان في شمال اليمن، لوكالة أنباء "رويترز"، أن طائرات هليكوبتر سعودية تحلق وسط أعنف اشتباكات على الحدود منذ 6 أيام.
دقت طبول الحرب
قال الباحث السياسي والإعلامي السعودي، محمد العمر، إن دخول القوات العربية بريا في اليمن لحسم المعركة مع الحوثيين بات قريبا، وفقا للمؤشرات الحالية للصراع.
وأوضح العمر لـ"دوت مصر"، أنه "مع الأحداث المتسارعة والأزمة المعقدة على الأرض، في الوقت الذي يصيب فيه الطيران الجوي أهدافه بدقة، يطور الحوثيون من نوعية أدائهم ويتقدمون في عمق عدن، ومناطق الجنوب، عوضا عن السيطرة على صنعاء، ما يستدعي عمليات برية نوعية بغطاء جوي لإنهاء التواجد الحوثي المسلح، وقوات صالح، وتفادي الدخول في حرب أهلية".