هكذا يرى خبراء الإعلام وعلماء الدين "مقال إبراهيم عيسى"
أول يومية رأي في مصر والعالم العربي، هكذا تُعرَف جريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها الإعلامي إبراهيم عيسى.
لم يمُر على صدورها أكثر من شهر واحد، ومع هذا أثارت جدلا واسعا بين مُتابعيها، وبالأخص من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وجه إليها عدة اتهامات بسبب ما تتناوله من موضوعات تتعلق بإعادة قراءة التراث الإسلامي على كافة المستويات.
ما دفع "دوت مصر" لاستطلاع آراء الخبراء والمُتخصصين في هذا الشأن، للوقوف على ما يواجه "المقال" من مشاكل مهنية تصل إلى حد المساس بالدين الإسلامي.
وأوضح عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، د.فاروق أبوزيد، أن الدين الإسلامي فيه عبادات، ومُعاملات، الأولى ثابتة لا تتغير، والثانية تتغير حسب التطور الحضاري، وطبيعة المجتمع، ولذلك فالفُقهاء أنفسهم يختلفون.
وأكد أبوزيد أن هناك أشخاصا وجهات منوطة بالإفتاء، أما الاجتهادات فلا يجب أن تُقدم للرأي العام، ولكن مكانها داخل قاعات الدرس، وبين النخبة، وليس العامة.
وأضاف أن توجيه مثل هذا الخطاب للعامة من الناس خطأ كبير، لأنه يُشجع غير المثقفين والمُتخصصين في الإفتاء في الدين، وهو ما يؤدي بدوره للتطرف والإرهاب.
فيما قالت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر آمنة نصير، "يبدو أننا نعيش في ظل موجة غطت على وقتنا هذا، ألا وهي التنقيب في التراث الإسلامي، والبحث عن السلبيات فقط"، مضيفة أن ذلك يحدث في ضوء التغاضي عن فكرة أن أصحاب هذه الحقبة هم بشر، ومن ثم فهم غير معصومين من الخطأ، مشيرة إلى أن التركيز على السلبيات فقط فيه ظُلم وعدم موضوعية، إلى جانب التوجه للشهرة والتشهير في ذات الوقت.
وأوضحت أهمية الدراسة لسيرة هؤلاء الأفاضل بما لهم وما عليهم، وبما كان موروثا، لأن الإسلام عندما جاء لم يقُم على أرض بيضاء، ولكنه قام على أرض ممتلئة بالميراث السابق من عقائدي وتاريخي وثقافي، وقالت: "ألم تكن هناك اليودية، والحضارة اليونانية، وبقايا السفسطة اليونانية؟!".
ولذلك ترى نصير "أننا لا بد أن نقرأ قراءة حكيمة، وقويمة، ودارسة لكل ما نضع أيدينا عليه من أحداث، ولا نُجرد فترة من الزمن، لإلقاء الضوء على أخرى، لأن هذا لا يُعد منهجا علميا، والمُفترض أن يتسم في الأساس بالنقد الإيجابي.
وأخيرا ناشدت نصير كل من يتناول هذه الحُقبة أن يتقي الله في أمانة الكلمة، التي لا يجب أن يقف تداولها لمُجرد الرغبة في الهدم.
كما ترى الإعلامية جيلان حمزة أن هذا الأسلوب يُعد المدخل والمفتاح الأساسي لبيع الجرنال، وقالت: "أصل إبراهيم عيسى يفهم إيه في الدين".
وطالبت "حمزة" بتدخل الأزهر الشريف من خلال تجديد الخطاب الديني، ونشر الأسس الدينية والإسلامية الصحيحة، قائلة: "مش شرط الناس تكون خطرها مباشر زي الإرهابيين".
في حين أيد الكاتب الصحفي محمد زكي الشيمي طبيعة المانشيتات والموضوعات التي يتم تناولها في "المقال"، قائلا: "إحنا محتاجين ده، لأننا يجب أن ننزع القداسة عن هؤلاء ممن في كتب التراث، وتوضيح أنهم بشر قد يُصيبون أو يخطئون".
وانتقد الشيمي من يعترضون من رجال الدين أو الأزهر، متسائلا حول المشروع الفكري الذي قدموه، مضيفا: "عندك معلومات وحقائق رد على ما تنتقده، ووضح إيه الصح وإيه الغلط".
وأكد أن الإعلام في النهاية يتصارع على عقل القارئ، وأن الناس بالفعل تكون في حاجة لمثل تلك العناوين والموضوعات، التي يُمكن أن تجذبها، وتستفزها لقراءتها، والتعليق عليها.
جدير بالذكر أن الإعلامي إبراهيم عيسى، كان خصص افتتاحية عدد الثلاثاء المُوافق 24 مارس من العام الجاري، للرد على حملة الهجوم التي يتعرض لها في الفترة الأخيرة، هو وفريق العمل بأكمله، جاءت بعنوان "نحن نتقرب إلى الله ورسوله بما نكتبه في هذه الجريدة"، مؤكدا في السياق أن كل ما تنشره الجريدة لا يُبتغى به إلا وجه الله تعالى، مُتحديا أن يأتي أحد بسطر واحد مما يُنشَر في الشأن الديني بلا مرجع أو مصدر من كتب الشرع والتاريخ نفسها.