"سلامة" لـ"دوت مصر": مقال "الدوسري" ينقُصه الحديث عن مصر
"الأنياب الخليجية ضد الحوثيين وإيران"، هو عنوان مقال الإعلامي السعودي، ورئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط"، سلمان الدوسري، الذي تناول فييه عدة نقاط حول ما تشهده دول الخليج، والمنطقة العربية من أحداث مُتسارعة في الآونة الأخيرة.
في فقرته الأولى، أوضح "الدوسري" أن تجربة مجلس التعاون الخليجي، هي أفضل التجارب التي أفرزتها المجالس الوحدوية العربية، مُشيرا إلى أنه لم يكن قائم بالدور الذي يرتضيه أهل الخليج، وحتى زعماء الخليج أنفسهم، حتى أتى القرار بـ "عاصفة الحزم". ذلك القرار الذي رفع من اسهم المجلس التعاوني، بعدما كانت في أدنى مستوياتها.
وأشار "الدوسري" في الفقرة الثانية من المقال، إلى الدور العُماني المُحايد، في عملية "عاصفة الحزم"، على الرغم من أنها قضية تمس الأمن القومي لدول الخليج. إضافة إلى دور دولة قطر، الذي أيد "عاصفة الحزم"، رغم بعض الخلافات السابقة مع 3 دول خليجية، خلال الفترة الماضية، بسبب موقفها من ثورات الربيع العربي، الذي خالف موقف باقي الدول الخليجية.
أما في الفقرة الثالية، فقد شبه "الدوسري"، قرار التحالف الخليجي والعربي الذي جاء بـ "عاصفة الحزم"، بتحالف دول الخليج في "عاصفة الصحراء" في العام 1990، والذي ساهم في طرد قوات الرئيس العراقي، صدام حسين، من العراق.
وتحدث أيضا عن دور قوات "درع الجزيرة" وأهميته، إلى جانب دور تحالف "عاصفة الحزم"، مُناديا باستمراره كنواة للقوة العربية المُشتركة، أو كتحالف عسكري وأمني يُدافع عن أمن دول المجلس واستقرارها.
وأخيرا أكد "الدوسري" على أن مجلس التعاون كشر عن أنيابه، وأن الرسالة وصلت إلى العاصمة الإيرانية، طهران.
وبسؤال رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، د.معتز سلامة، حول رؤيته لهذا المقال، قال لـ "دوت مصر": أنه مُتسق تماما مع تجربة مجلس التعاون الخليجي".
موضحا أن "مجلس التعاون" منذ نشأته ليس هجوميا؛ فهو اكتفى بدعم الخصوصية لدول الخليج، إلى جانب سعيه الدائم لتحقيق الرفاهية للمواطنين. بمعنى أنه مثَلَ قوة ناعمة لسنوات كثيرة، لم يُكن خلالها قادرا على اتخاذ قرار عسكري منفردا، حتى أتت "عاصفة الحزم" وغيرت ذلك المفهوم.
وعن سلطنة عُمان، أكد "سلامة" لـ "دوت مصر"، أن سياستها منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد، مُعتمدة وثابتة؛ فهي على قدر كبير من الحياد والثبات. موضحا أن علاقتها مع إيران خاصة، فعلى سبيل المثال كانت عُمان مركز المُناقشات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، كما بذلت قدرا من الوساطة لمُحاولة حل أزمة اليمن وتوغل الحوثيين داخل أراضيها، لكن مع فشلها، قررت الابتعاد لتبقى قابليتها للوساطة، في مرحلة تالية لعملية "عاصفة الحزم".
وأيد "سلامة" فكرة أن دولة قطر، نجحت في خطوة المشاركة في القمة العربية بشرم الشيخ، حيث أنها فرصة استطاعت من خلالها أن تنخرط مرة أخرى في الرابطة الخليجية، بجانب حفاظها على علاقتها بالسعودية، وقال: "قطر بالفعل لم تعُد تُغرد خارج السرب".
وعن "درع الجزيرة" أوضح "سلامة" أنها قوات ذات قدرة عسكرية محدودة، لا تُمكنها من صد هجمات عنيفة، ولكنها تثبت نجاحا في الأزمات الصغيرة، مثلما حدث في مملكة البحرين في العام 2011.
وأضاف أن التدخل في اليمن لم يكن من خلال قوات "درع الجزيرة"، مما يعكس فكرة أن المقال ينقصه الحديث عن التحالف الراهن، والذي لم يكُن مُقتصرا على دول مجلس التعاون الخليجي؛ فهناك مشاركات عديدة كان يجب الإشارة إليها، من الجانب المصري، والباكستاني، والأردني، والمغربي، وأيضا السوداني.
مُشيرا إلى أن التدخل الراهن في اليمن لازال حتى الآن جويا، وتساءل هل في حال تحوله إلى هجوم بري، سيقتصر على دول المجلس؟! قائلا: "أعتقد أنه في حال تطور الأمور على المدى البعيد داخل إلى اليمن على سيناريوهات تضُر بدول مجلس التعاون، فسيكون موقف مصر كما هو الآن سياسي وعسكري واضح".
لقراءة المقال الأصلي اضغط: هنا