التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:57 م , بتوقيت القاهرة

كل رجال الرئيس!

التاريخ هو الذي يقول، ليس أنا، لا مكان قريبا لكل رجال مبارك، خاصة رجال الأعمال الذين صنعوا ثروات من القاع إلى القمة في عصرٍ ترك الباب مفتوحا لكل من يستطيع خلط المال بالسياسة، أو المال بالدين، أو الثلاثة معا: المال والسياسة والدين.


التاريخ يقول إن لكل عصر سياسي رجال الثروة الذين يعرفون كيف تصنع ثم كيف تتحول من ورق إلى وثيقة سلطة، يفقدون قدرتهم على الصمت واللعب من تحت المائدة، تفوت خيوط اللعبة، فيبدأون في التحلق حول الضوء يريدون مشهدا من الصورة.


الرئيس السيسي لم يكمل عامه الأول بعد، في نهاية السنة الثانية سوف تسقط الفراشات الملونة المغرورة، بينما ينمو ريش أخضر لأخريين.


الثروات لا تستقر عند شخص إذا وصلت معه إلى القمة، فدائما هنالك هاوية تسارع بالسقوط .


ليس كل رجال الأعمال ملعونين بسيجار وجلسات سرية في مكان فخم تجلس على حجره فتاة لعوب تمسك كأسا، صورة سينمائية لا أعرف أي مؤلف غبي صنعها؟ رجل الأعمال الحقيقي الذي شقي بفلوسه، يختفى فى الظل ولا يبحث عن نقطة ضوء واحدة ولا كرسي بجوار السلطة، بالعكس.. هو يرى أن تعبه وشقاه يستحقان أن يداري على شمعته لكى يستمر.


أتمنى أن يكون لرجال الأعمال القادمين دورا مهما وواضحا في تنمية المجتمع الإنساني، تغيير المواطن الذى يستحق أن نعلمه الحياة والذوق والعمل والحب والسعادة، وأن يكون لهم سجل واضح يكشف: هكذا كنت وهكذا أصبحت !


تسعون في المائة من رجال الأعمال اليوم لم نعرف لهم مصدرا لهذا التضخم، أمس كيف كانوا وماذا أصبحوا ومن أين صنعوا قصة النجاح؟


من واجبه أن يحكي لنا كل رجل أعمال قصته، ليس فقط لكي نعلم.. إنما لكي نتعلم، قصص النجاح مغرية في مجتمع يعاني فقرا في الأحلام والطموح والأمل.


أعرف مئات من رجال الأعمال الشرفاء فى مصر، يعملون بجدية وصبر ويتحملون على أمل أن تكون الحياة أسهل لكي يستمر الإنتاج والعمل والنجاح والبيوت المفتوحة. هؤلاء يجب أن نبحث عنهم ونحترم تجربتهم وندعمهم ويكونون فى الصفوف الأولى.


مرة أخرى: التاريخ يتكرر، ولا مرة خاب فى تكراره ولا توقعاته، هو دائما عند حسن الظن به، فى موعده لا يتقدم ولا يتأخر، ينفذ الوعد. لا مغرور بملياراته سيبقى ولا مديون لبنوك بالمليارات سوف يستمر، المهم هو أن يدفعوا ماعليهم للدولة قبل لحظة خفوت الضوء وإغلاق الستار.