بعد مرور 48 ساعة من واقعة تعدي أحد ضباط مباحث قسم بولاق أبوالعلا على تاجر ملابس بسوق الوكالة، يدعى أحمد ممدوح، والشهير بـ"أبو جبل"، أمام الجميع، وتدخل مدير أمن القاهرة، اللواء أسامة بدير، للتهدئة، وحل الخلاف بين التجار ورجال مباحث القسم.."دوت مصر" التقت التاجر فور إخلاء سبيله من النيابة، في أول حوار بعد الحادث.

وقال أبوجبل: إنه "من مواليد حي بولاق أبًّا عن جد، وكافة عائلته يعملون في مجال التجارة، وأنه ورث محله الذي يمتلكه بسوق الوكالة، عن والده، الذي تجاوز السبعين من العمر".

وعن ملابسات الواقعة، أوضح، أن "هناك خلافات سابقة بينه وبين معاون مباحث، يدعى النقيب أحمد عصمت رياض، قام بإلقاء القبض عليه إثر اتهامه أمام النيابة في محاضر كهرباء وإيصالات تم تسديدها  لبعض التجار"، مشيرًا إلى أنه "أثناء احتجازه في القسم تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وفور إخلاء سبيله، توجه إلى وزارة الداخلية، وتقدم بشكوى ضد معاون المباحث".

خلافات قديمة

وأضاف قائلًا: إن "الواقعة السابقة كانت منذ شهر تقريبًا، وعندما علم ضابط المباحث بأنني تقدمت بشكوى ضده في تفتيش وزارة الداخلية، تربص بي، وحاول أن يلفق لي أية قضية انتقامًا لما فعلته، وفي مساء السبت الماضي كان معاون المباحث أحمد عصمت يمر بسوق الوكالة، وكنت حينها أمام المحل، فطلبت من العمال الذين يعملون معي، أن يدخلوا إلى داخل المحل لكي لا يحتك بهم، وعندما اقترب من محلي وشاهدني حاول يقبض على أحد العمال".

وتابع: "حدثت مشادة بيننا وقام على إثرها بضربي على رأسي، فسقطت أرضًا، وقام باقي الأمناء باستكمال الضرب، وتدخلت زوجتي وارتمت فوقي لتنقذني من جبروتهم، فاعتدوا عليها هي الأخرى، وعندما حاول التجار منعهم، هددوهم بالسلاح، ثم انصرف الضابط والقوة المرافقة له".

حملة مكبرة

واستكمل أبوجبل: "لم يمر سوى 10 دقائق وفوجئنا بثلاث سيارات شرطة محملين بعدد كبير من الضباط وأمناء الشرطة، يتقدمهم معاون المباحث، وقاموا باقتحام المحل وتكسيره فوق رأسي، وسحلوني في الأرض أنا وزوجتي، وأطلقوا عشرات الطلقات النارية الحية والخرطوش في الهواء، ليرهبون التجار".

واستطرد قائلًا: "حملوني في سيارة نصف نقل بحراسة أمناء الشرطة إلى القسم، وأكملوا تعذيبي حتى فوجئت بقيام التجار بالتجمهر أمام القسم، ووجدت مفتش المباحث، العقيد ثروت المحلاوي، يلتقي بي ويعتذر عما بدر من الضابط، ويهدأ زوجتي، وأخذت وعدًا بعدم تعرضه لي مرة أخرى".

رسائل مهمة

وجه أبوجبل رسالته إلى رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الداخلية، بالنظر في شأن منطقة الوكالة التجارية، مطالبًا باحترام الباعة، لأنهم جميعًا تجار وليسوا بلطجية، وجميع المحال تسدد الضرائب والكهرباء والعوائد، والفروشات جميعها مرخصة من حي بولاق، ويسدد التجار قيمتها شهريًّا، وطالب مباحث بولاق بالتعامل مع التجار بالحسنى؛ لأنهم ليسوا مجرمين.

زوجة الضحية

أما زوجته، فقالت: إنها "حزينة من تصرف معاون المباحث، ورغم أنها كانت من المناصرين لرجال الشرطة منذ ثورة يناير، وخرجت ضد الظلم في 30 يونيو لتؤيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، ولكنها لم تتوقع أن يحدث ذلك معها ومع زوجها دون وجه حق"، حسب وصفها.

التجار

وأضاف عدد من التجار: أن "معاون المباحث يقوم بدور ليس من اختصاصه، فشن حملات على المحال والفروشات، من اختصاص شرطة المرافق، وحي بولاق"، موضحين أن "كل المحال في منطقة الوكالة لديها تراخيصها ولا تخالف القانون".

وفي النهاية طالب المجني عليه، وعدد كبير من التجار، بنقل معاون المباحث من قسم بولاق، لما سببه من أضرار للتجار وإهانتهم في كل يوم وتحويله إلى التحقيق.