"قهوة السقايين".. حكايات من زمن فات
لم يكن الوصول إليه سهلا، بل احتاج لسؤال أكثر من شخص منذ الوصول إلى ساحة قصر عابدين، لترشدنا إجابة كل منهم إلى شوارع خلفية وطرق متداخلة وغير آمنة، للوصول في النهاية إلى "مقهى السقايين".
"متروحش تبيع الميه في حارة السقايين"، الكثير يعرف حارة السقايين من خلال هذا المثل الشعبي الشهير، الذي غنى له الفنان محمد منير، لكن في الواقع لم يطأ أرضها كل من سمع عنها، بل يتصور البعض أنها ليست حقيقية.
حارة السقايين، إحدى الحارات الشهيرة بمنطقة عابدين، التي سميت هكذا كونها منطقة سكنية لأكبر عدد من السقايين، الذين حملوا "قرب المياه" على ظهورهم منذ أكثر من مائة عام، حتى سمي كل شيء في هذه الحارة باسم السقايين، ومنها المقهى الخاص بهم.
صاحب المقهى، محمد عبدالجواد، يقول إن تلك القهوة كانت أول تجمع للسقايين، وتأسست عام 1954، موضحا أن من يجلس عليها الآن بعد انقراض مهنة السقا، هم أشخاص عاديون لكن جميعهم من هذه الحارة.
ويشير الرجل الستيني، الذي لا يجهله أحد في المنطقة، إلى أنه طور المقهى، إذ قام بشراء التليفزيون وتوصيلة الإنترنت، فيما لم يتغير شكل المقهى من الداخل منذ إفتتاحه.