أكد عالم المصريات أحمد صالح أن ما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" من العثور على آثار تثبت وجود المصريين في تل أبيب منذ 5000 عام لا يضيف جديدا على الحالة التاريخية التي تربط بين مصر وفلسطين لأن العلاقة بين البلدين ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات "أكثر من 5000 عام ق.م ".

مشيرا إلى أن تلك المنطقة كانت تتبع مصر إداريا، وتشرف عليها بشكل كامل، وكان الطريق الساحلي لفلسطين جزءا منها حيث كانت الامتداد لطريق حورس الحربي.

وأوضح صالح في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، أن العلاقة بين مصر وفلسطبن بدأت منذ عصر ما قبل الأسرات بعلاقات تجارية، فيما بدأ المصريون أول تعامل عسكري في فلسطين في الأسرة السادسة "القرن 22 ق .م" عصر الملك "بيبي الأول" عندما أرسل "ويني" مؤسس الجيش المصري إلى جبل الكرمل شمال فلسطين للسيطرة على تجارة الزيتون والكروم.

وأضاف أنه منذ ذلك العصر بدأت العلاقات بين البلدين تتوسع حتى الأسرة الـ18 عندما بدأت مصر في عهد أحمس في إدارة فلسطين بشكل مباشر، وكان الفرعون المصري هو الذي يعين حكام دويلات المدن بفلسطين، مثل القدس ومجدو وغزة وعسقلان وبيسان.

وبدءا من القرن ال 11 قبل الميلاد فقدت مصر إدارتها على فلسطين بشكل مباشر، ولكن ظلت مصر تتعامل مع فلسطين على إنها تابعة لها أو جزء منها.

وأشار إلى أن فلسطين ارتبطت بمصر بشكل كبير؛ لأن "سنوهي" المشرف على الحريم الملكي في عصر الملك أمنمحات الأول، عندما قرر الاغتراب ذهب إلى فلسطين، وعاش بها مدة طويلة كما أنه وجد بفلسطين مجمعات سكنية مصرية، وعاش بها حامية عسكرية مصر.

ونشرت "جيروزاليم بوست" خبرا نقلا عن هيئة الآثار الإسرائيلية عن العثور في مدينة تل أبيب على بقايا فخارية لآنية من بيت مصري؛ لإنتاج الجعة قديمة يعود إلى نحو 5000 عام، وقال رئيس الحفريات إن هذا هو أول دليل على وجود مصري في مركز مدينة تل أبيب الحالية.

مضيفا أن المعروف حتى الآن هو أن المصريين القدماء كانوا يسيطرون على صحراء النقب في الشمال والسهل الساحلي الجنوبي.