رجال الدين يوردون طلاب جامعة الخرطوم لـ"داعش"
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن السودان أصبحت معبرا للطلبة البريطانيين من ذوي الأصول السودانية، والذين يلتحقون بجامعة الخرطوم بعد إتمام دراستهم الثانوية للحصول على الشهادة الجامعية من هناك، للانضمام لميليشيات "داعش" في سوريا، موضحة أن عددا من الطلاب البريطانيون انتقلوا إلى سوريا، بعد إتمام دراستهم الجامعية هناك.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى الطالبة البريطانية تسنيم حسين، والتي التحقت بكلية الصيدلة جامعة الخرطوم، حيث انتقلت من السودان إلى تركيا للذهاب إلى سوريا برفقة مجموعة من أصدقائها، والذين يقومون بدراسة الطب في نفس الجامعة، وذلك للعمل جنبا إلى جنب مع التنظيم المتطرف.
بعض طلاب الجامعة الذين انضموا لداعش
وأضافت الجارديان أن كل أفراد المجموعة كانوا في العشرينات من العمر، موضحة أنهم يأتون من عالم مختلف تماما عن العالم الذي أتى منه مقاتلو التنظيم، حيث إن عائلات هؤلاء الطلبة ذو حالة مادية جيدة، كما أن البيئات التي تربوا فيها تبتعد تماما عن دائرة التطرف.
وتناولت الصحيفة البريطانية جامعة الخرطوم، والتي كانت محلا لدراسة كل هؤلاء الطلبة، موضحة أنه بالتجول في أرجائها تجد أن معظم الطلاب يرتدون الأزياء الغربية، على عكس السائد بالدولة المحافظة، إلا أنها تحوي أيضا عددا من رجال الدين المتشددين، من بينهم الشيخ محمد الجزولي الذى يعتبر من أبرز ضيوف الجامعة والذي سبق وأن أعرب عن دعمه لتنظيم الدولة الإسلامية من قبل.
دخول بعض رجال الدين إلى الجامعة ربما يمثل خطرا على طلابها
وأضافت أن الشيخ المتطرف دائما ما يتم دعوته من قبل إحدى المنظمات الطلابية بالجامعة، وتدعى منظمة الحضارة الإسلامية، إلا أنه تم القبض عليه قبل أن يصدر قرارا بحظر دخول رجال الدين إلى الجامعة، خاصة وأنه كان سببا في سفر طالبين إلى مالي من قبل للمشاركة مع الجماعات المتطرفة هناك.
ورغم أن الحكومة السودانية دائما ما تبدي انزعاجها الكامل من جراء مثل هذه الأخبار، إلا أنه من غير الواضح ما هية الإجراءات التي سوف تتخذها من أجل احتواء تلك الظاهرة، في ظل تزايد الحركات الجهادية في السودان منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011، والتي يزداد نشاطها في الجامعات.
من ناحيته يقول المحلل السوداني الهادي محمد أمين أن تلك الجماعات لها نشاط متزايد خلال الاونة الاخيرة، حيث يقومون بتجنيد العديد من الطلاب للعمل لصالح التنظيمات المتطرفة بالمنطقة.
وأضاف أن "الشباب السوداني ذهب للقتال في الصومال وليبيا وسوريا ومالي والعراق، بينما تبدو الحكومة السودانية غير مهتمة، لأن الأمر لا يمثل خطرا عليها كما تعتقد.