يرى الصحفي الفرنسي والباحث في شؤون الشرق الأوسط، نيكولا بو، أن الخلاف ليس كبيرا بين تنظيم "داعش" ومليشيات فجر ليبيا ومصراته، موضحا أن مقاتلو "داعش" يلعبون الدور الداعم لهذه المليشيات، وتقوية صفهم في حربها ضد مليشيات الزنتان والجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.

وأكد بو، في تقرير نشر على موقع "موند أفريك"الفرنسي، السبت، أن تنظيم "داعش" يعمل في الوقت الحالي على تقوية تواجده في مدينة سيرت الليبية، في محاولة لجعلها قلعته الحصينة الجديدة دون أن يكون هناك تحرك حقيقي أو قلق من المليشيات الأخرى في طرابلس ومصراتة، التي يراها الغرب أحد أطراف النزاع الرئيسية في ليبيا.

وحمل بو اللوم على المليشيات الإسلامية، خصوصا "فجر ليبيا"، في ظهور تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أنها وقائدها عبد الحكيم بالحاج هما السبب في انتقال التنظيم إلى بلادهم، خصوصا أن هذه المليشيات كانت تتولى عملية إرسال المقاتلين بعد تدريبهم إلى سوريا والعراق.

وأوضح أن هؤلاء المقاتلين عادوا ليتخذوا من ليبيا قاعدة لهم، الأمر الذي كان له تأثير كارثي على منطقة شمال إفريقيا، خصوصا مع ذبح التنظيم 21 مصريا في سيرت.

وأشار الباحث واستاذ العلوم السياسية في جامعة "باريس 8" إلى أن داعش يعمل خلال الأيام الأخيرة إحكام قبضته على السكان في سيرت وإجبارهم على اتباع قوانينه الخاصة، في حين أن مليشيات مصراتة أو فجر ليبيا لا تأخذ دور ضد هذا التنظيم، بل تساهم بطريقة عكسية في تقوية صفوفه من خلال تشجيع الجهاد والفكر المتشدد.

وأوضح أن دعوات مساعدة مواطني مدينة سيرت قد تضاعفت خلال الفترة الاخيرة، فالمدينة أضحت محرومة من الغذاء، كما أغلقت الجامعات والمدارس وكذلك المستشفيات الخاصة، في الوقت الذي يعمل "داعش" على ترهيب المواطنين ومعاقبة كل من يخالف قوانينه.