أجرى الرئيس التونسي باجي قائد السبسي، حوارا مع مجلة "باريس ماتش" الفرنسية، وشدد خلاله على أن تونس بلد مسلمة وليست "إسلامية" لن تحكمها الشريعة مطلقا، مشيرا إلى أن تونس لن تكون "دولة بوليسية".

وردا على تهديدات ثلاثة توانسة انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"  بشن هجمات على البلاد، قال الرئيس التونسي: "تونس لن تحكمها الشريعة مطلقا، كانت هناك محاولات لذلك ولكنها فشلت، نحن بلد مسلم وليس إسلامية"، متابعا: "لم نأتِ إلى السلطة عن طريق انقلاب بل عن طريق حركة ثورية".

وأكد السبسي أن التجهزيات الأمنية في تونس ضعيفة وذلك اتضح في أعقاب الهجوم على متحف "باردو"، مشيرا إلى أنه على الرغم من تعامل الأجهزة الأمنية مع الحادث بطريقة فعالة لمنع حدوث وفيات إلا أنه كان هناك فشل، مؤكدا إن الإدارة التونسية أضعفتها السنوات الماضية في أعقاب الثورة، مشددا على أن الإصلاحات سيتم إنجازها سريعا.

وأشار السبسي إلى أن الوضع في ليبيا بالغ الأهمية، مطالبا بتجنب انقسام ليبيا إلى قسمين مع مراعاة تجنب التدخل عسكريا، مشيرا إلى انه ينبغى على الدول مشتركة الحدود مع ليبيا العمل معا والاتحاد ضد الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة.

ووفقا للسبسي، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن التزاماته تجاه تونس، ليس فقط خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بين الجانبين في أعقاب هجوم باردو، ولكن في أعقاب انتخابه مباشرة، قائلا "قال لي خلال المكالمة أن ما قمت به في تونس "أمر فريد من نوعه"، وقلت له :"سيدي الرئيس، لا تشد بما فعلته في تونس بل ادعمها ماليا".

وأشار السبسي إلى أنه من المستحيل أن تحكم البلاد بحكم استبدادي "نحن لا نريد أن نصبح دولة بوليسية. وسوف نضمن عدم الانحراف عن ذلك، لأنه في هذه الحال سيشكك الجميع فيما نقوم به".

وبالنسبة لحماية مكاسب المرأة التونسي، أكد السبسي :"طالما أنا هنا ساحافظ على مكاسبها وإنجازاتها"، مؤكدا أن الحكومة التونسية ستعمل على ضمان أن المساجد في البلاد ستكون للوعظ وليس للدعوة للعنف.

وردا على سؤال مراسل المجلة هو ما يتمناه السبسي من "الربيع العربي"، قال "لم يكن هناك ربيع عربي، هناك في بدء الأمر "ربيع تونسي"، ونظرا لأنه لم يتأكد هذا الربيع في تونس، إذا لن يكون موجودا في أي مكان آخر ، مضيفا: "ربيع تونس ما زال مهددا ليس فقط بسبب الإرهابيين بل أيضا بسبب الوسائل المحدودة التي تمتلكها تونس لتوفير فرص العمل والحد من الفقر".

وأكد السبسي ان هدفه الرئيسي هو أن يشعر المواطن التونسي ببلاده مجددا وألا يفكر في مغادرتها سواء بالهجرة لأوروبا أو لانضمام لجماعات مسلحة، مشيرا إلى أن الحبيب بورقيبة سيظل رمزا للتاريخ التونسي كما كتب في كتابه.