التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:36 م , بتوقيت القاهرة

هذه غنائم "جيش الفتح" من معركة "تحرير إدلب"

بعد 4 أيام من القتال المتواصل مع قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، أعلنت جبهة النصرة وحلفاؤها، من الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية، وعلى رأسهم حركة أحرار الشام الإسلامية، أمس السبت، سيطرتهم على كامل مدينة إدلب شمال غرب البلاد، لتصبح ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة القوات النظامية، بعد مدينة الرقة، التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قبل أكثر من عامين.


فصائل المعارضة المسلحة، شكلت تكتلا باسم "جيش الفتح" ضم آلافا من المسلحين، بدا أنهم يقاتلون في طريقة أكثر تنظيما وتسلحا من مرات سابقة، إذ بدأوا الهجوم بالسيطرة على نقاط النظام العسكرية على أطراف المدينة ثم الدخول إليها بطريقة منظمة، حتى تمكنوا من السيطرة على أكثر من 14 حاجزا عسكريا في المدينة، في إطار معركة مصيرية أطلقوا عليها اسم "معركة تحرير إدلب"، حصدوا من خلالها على غنائم عدة.



موقع متميز


ويشكل موقع إدلب الجغرافي والحدودي مع تركيا، أهمية كبيرة بالنسبة لقوات المعارضة، فمن خلال السيطرة عليها يخسر النظام السوري، برئاسة بشار الأسد، وداعموه، من الحرس الثوري الإيراني، ومسلحو حزب الله اللبناني، أهم مواقعهم وأخر معاقلهم في المحافظة، ويصبح معظم محافظة إدلب بيد جبهة النصرة، باستثناء جسر الشغور واريحا التي لا تزال، بالإضافة الى مطار ابو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية أخرى، في أيدي قوات النظام.


أهمية استراتيجية


أهمية إدلب الاستراتيجية تمكن في كونها تحتوي على عدد كبير من قوات الأسد، وفروعه الأمنية فيها، كما أن عناصر ما يطلق عليهم بـ"الشبيحة" في المحافظة متكتلون داخل المدينة، ويشكلون قوة لا يستهان بها. 


وتشكل مدينة الفوعة الموالية للنظام في شمال شرق المدينة، قوة دعم لوجستي كبيرة، نظرا لتحولها إلى مركز عسكري يحتوي على كتيبة دبابات ومنصات لإطلاق الصواريخ، وتضم عناصر من "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، الذين يشرفون على العمليات العسكرية فيها.


قطع الإمدادات


سقوط إدلب، التي يعيش فيها مائة ألف شخص، وتقع بالقرب من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي بين العاصمة دمشق ومدينة حلب، يجعل المعارضة على تخوم مدينة اللاذقية الساحلية القريبة منها،  أحد معاقل الرئيس السوري، ما يساهم في قطع خطوط الإمداد بين حلب شمال البلاد والساحل غربا بشكل كامل، عن قوات الأسد.


فيما تتمكن فصائل المعارضة من السيطرة على عمق يمتد من الحدود السورية التركية إلى ريف حماة الشمالي.


حصار الأسد


كذلك يمكن لتحرير مدينة إدلب وطرد قوات النظام منها أن يزيد الضغوط على قوات النظام في حلب وكذلك في اللاذقية والتفكير بتحصار قوات النظام في حلب وتحريرها، ثم إعادة فتح معركة الساحل، كما سيقترب مسلحو المعارضة أكثر من محافظة حماة وتضييق الخناق على القوات التابعة للنظام في المدينة.


إقامة دولة


وبحسب خبراء، يتسنى لجبهة النصرة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، إقامة كيان خاص بها مواز لـ"دولة الخلافة"، التي أعلنها تنظيم "داعش" في مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.