مجموعة من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما، يتجمعون أسبوعيا، وبالتحديد كل يوم خميس، أمام جامعة 6 أكتوبر، يلهون ويضحكون، ويقضون يوما جميلا، قبل أن يعودوا إلى منازلهم في نهاية اليوم.

وفي يوم واقعة إطلاق النار بجامعة 6 أكتوبر، تجمع هؤلاء الأطفال، وجلسوا على السور المقابل للجامعة، يتناولون الأطعمة الساخنة كعادتهم، ويتبادلون الضحكات، قبل أن تنقلب إلى صرخات ألم وفزع ورعب، عندما سمعوا صوت إطلاق رصاص كثيف، وقبل أن ينتبهوا إلى ما يحدث، سقط أحد الأطفال على الأرض غارقا في دمائه، وأصيب 3 آخرين، منهم حالة حرجة، و2 بحالة جيدة، ليتبين فيما بعد، أن طالبا بكلية طب الأسنان يلقب بـ"الجنرال"، أطلق أكثر من 14 رصاصة بطريقة عشوائية أمام الجامعة، وتسبب في الحادث.   

"دوت مصر" التقى المصابين وأهاليهم، أمام باب مستشفى جامعة 6 أكتوبر بميدان الحصري، لسرد تفاصيل الواقعة.

خدش العمود الفقري

يقول والد الطفل المصاب عمار، ويدعى عصام محمد حسين: "ابني أصيب بطلق ناري من الخلف في ظهره، ما أدى إلى خدش العمود الفقري وتوغل الرصاصة في الأمعاء، وقد عرفت إصابة ابني في حادث جامعة 6 أكتوبر من اتصال هاتفي من أحد أصدقائه، يبلغني فيه أن ابني من ضمن المصابين بالحادث، وكان هناك في الوقت ده كعادته بيشترى ساندوتشات من المطعم الكائن أمام الجامعة، وقاعد هناك مع صحابه".

ويضيف عصام محمد: "الحمد لله الدكتور بالمستشفى الجامعي بـ 6 أكتوبر، قرر أن يخرج الرصاصة من جسد ابني.. وهو خرج من العناية المركزة بعدما مكث بها، أكثر من يومين، والحمد لله على كل شئ، فكان من الممكن أن يتوفى مع المجني عليه، ويروح ضحية طالب فاسد، من غير أي ذنب أو تورط في الحادث.. ده أنا كنت مسافر ورجعت مخصوص عشان خاطر ابني".

وينهي والد المصاب كلامه: " أنا عملت محضر بقسم أكتوبر أول ضد الطالب المتهم بكلية طب أسنان، عشان أنا مش هسيب حق ابني، والمرمطة اللي شوفتها في الكام يوم اللي فاتوا، عشان طالب فاشل في سنة أولى كلية، وسقط أكثر من 4 مرات".

أكل وضحك ونكات

أما الطفل المصاب، يدعى عامر إدريس، في المرحلة الإعدادية، يقول: "أنا كنت موجود في واقعة إطلاق النيران على أحد الطلاب يوم الخميس الماضي بجامعة 6 أكتوبر، عشان إحنا كل يوم خميس بعد صلاة العشاء، بنقعد عند سور الجامعة، ناكل ونضحك ونهزر ونفتكر ذكرياتنا والمواقف اللي كانت بتحصل في المدرسة".

يضيف عامر: "بعد صلاة العشاء سمعنا أصوات ضرب النار، فطلعنا كلنا جرينا في أنحاء متفرقة بالشارع المقابل للباب الخلفي لجامعة 6 أكتوبر، وتفاجأت بصاحبي عمار وقع على الأرض ويصرخ من شدة الألم، فرجعتله ولقيته غرقان في دمه على الأرض".

تابع: "بمجرد إني بدأت أساعد صاحبي عمار، لقيت حاجة لسعتني في إيدي اليمنى، ومعرفتش ساعتها الشظايا جتلي منين، فاشيلته وروحنا بيه على مستشفى جامعة 6 أكتوبر".

صحابي على الأرض

يقول شاهد العيان بالحادثة، وصديق المصابين، ويدعى شاهين إسماعيل، "أنا كنت عند مطعم أبو علي الشامي، الكائن أمام الباب الخلفي لجامعة 6 أكتوبر، وسمعت صوت ضرب النار، جريت ناحية الصوت عشان أعرف في إيه، لقيت صحابي على الأرض".

ويضيف شاهين: "الشرطة والإسعاف جت بعد موعد إطلاق النيران بساعة تقريبًا، بس أنا مشفوتش مين اللي ضرب النار لأنه كان جري واختفى بعدها على طول.. وبعد كده أنا سبت صحابي ومروحتش معاهم المستشفى عشان أخويا الكبير خاف عليا وخدني على البيت".

طلقات عشوائية

أما شاهد العيان الثاني، ويدعى فيصل علاء، يقول: "إحنا شوفنا شاب بيضرب في الأول خالص قبل أن يوقع ضحايا، كان بيضرب نار عشوائي في الهواء حوالي كده طلقتين بس، وبعد كده لقينا طلقات كثيفة عشوائية في كل مكان حول الواقعة، و3 من صحابي اتصابوا.. بس الحمد لله إنها جت على قد كده".

حادث إطلاق النيران من قبل المتهم بكلية طب أسنان بجامعة 6 أكتوبر، أدى إلى وفاة شخص وإصابة 4 آخرين، هم "عمار عصام، عامر إدريس، عبد الرحمن، شاهين محمد"، وخرج 2 من المصابين وهما في حالة مستقرة . أما الاثنين الآخرين، فحالتهما حرجة.