فورين بوليسي: الأزمة اليمنية دفعت مصر للتهدئة مع إثيوبيا
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن الأزمة اليمنية وشن المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى عملية "عاصفة الحزم" ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ربما يكون أحد الأسباب التي دفعت السيسي إلى تهدئة الأوضاع مع أديس أبابا، مشيرة إلى أن الرئيس المصري استشهد أمام البرلمان بمساعدة إثيوبيا في محاربة حركة الشباب في الصومال.
وفي الوقت ذاته، أثار الهجوم الحوثي على اليمن مخاوف حول الوضع الأمني قبالة سواحل اليمن، بما في ذلك مضيق باب المندب، وهو مصدر القلق الرئيس بالنسبة للقاهرة، والتي تسعى لتوسيع قناة السويس وتحويلها إلى محور التنمية الاقتصادية المستقبلية.
واعتبرت المجلة أن الاتفاق المبدئي بين مصر وإثيوبيا والسودان يمكن أن يساعد في إنهاء العداوة الناتجة عن خطط إثيوبيا لمشروع سد النهضة، والذي تبلغ تكلفة بنائه 5 مليار دولار، مضيفة أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سعى للتقارب من خلال خطابه أمام البرلمان الإثيوبي يوم الأربعاء الماضي، واعدا بعصر جديد من الثقة والمصداقية بين البلدين.
كان الخلاف بدأ بين مصر وإثيوبيا منذ سنوات حول مشروع السد، حيث تخشى القاهرة من أن يتسبب السد في منع تدفق مياه النيل، والذي يعتبر شريان الحياة للبلاد، بينما ترى إثيوبيا المتعطشة للطاقة، كما وصفتها المجلة، أن هناك حاجة للمنشأة، التي ستولد 6000 ميجاوات، لتوليد الطاقة للمنطقة، ويساعد على تحسين إدارة استخدام مياه النيل، وتجاهلت إثيوبيا المناشدات المصرية المتكررة بوقف بناء السد، والذي تم الانتهاء من بناء ما يقرب من نصفه.
وقالت المجلة إن الكثير من الخلافات تبخرت مع التوقيع على اتفاقية المبادئ، المكونة من 10 نقاط، والتي تقبل بحتمية بناء السد، وتسعى لإدارة تأثيره على الدول المجاورة.
كما ترى أن الاتفاق الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان سينهي المعارك المثيرة للجدل حول إدارة المياه الإقليمية، مشيرة إلى أن هناك خلافات حول الدول التي لديها الحق في مياه النهر، وأن الاتفاقية لم تعالج القضايا المتعلقة بإدارة السد، بما في ذلك تحديد وقت وسرعة تعبئة الخزان خلف السد.