أشادت قوى سياسية في مصر بالعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ودعمتها مصر على معاقل الحوثيين في اليمن، مشددة على أن تكون محددة الأهداف وقصيرة المدى.

قال الأمين العام لحزب العدل عبدالمنعم إمام، إن تصاعد الأحداث في الفترة الأخيرة باليمن لم يكن لها أن تستمر بهذا الشكل خاصة بعد فشل الحلول السياسية.

وأضاف إمام في تصريحه لـ"دوت مصر" أن التدخل في اليمن كان مطلوبا بشدة، وألا تكون العملية العسكرية عملية طويلة المدى وتكون نواة لخلق قوات دفاع عربية مشتركة.

من جانبه، شدد مساعد وزير الخارجية الأسبق والقيادي بالتيار الشعبي السفير معصوم مرزوق، على ضرورة أن يكون هدف "عملية عاصفة الحزم" هو إعادة الحوثيين للتفاوض وإعادة التوازن العسكري على الأرض.

وأضاف مرزوق في تصريحه لـ "دوت مصر" أن الصراع إذا اتسع أكثر من ضربة عسكرية سوف يصل لحرب إقليمية ومذهبية.

وتابع أن الحوثيين كانوا قد شعروا بقوتهم وكان لابد من ردعهم حتى يعودوا لعقولهم ويعودوا لأرض التفاوض والحلول السلمية ويلتزموا بالمبادرة الخليجية.

وأشار الى أنه لا خوف من مشاركة مصر في الحرب ضد حوثيي اليمن، مشددا على ضرورة التزام مصر بدورها كوسيط لأنه كلما احتفظت مصر بمسافة متساوية مع الأطراف كلما كان ذلك أفضل كي تقود أعمال الوساطة.

وأكد قادة تيار الاستقلال تأييدهم المطلق لموقف مصر تجاه الضربات العسكرية السعودية والخليجية على معاقل الحوثيين في صنعاء، وباقي أنحاء اليمن، مثمنين قرار مصر بالمشاركة بريا وبحريا وجويا إذا لزم الأمر.

وأضاف تيار الاستقلال في بيان له اليوم الخميس، أن ما يحدث من قبل جماعة الحوثي باليمن ما هو إلا محاولة من طهران لتوسيع نفوذها وزيادة المد الشيعي في الدول العربية، وزعزعة الاستقرار وضرب أمن الخليج، الذي هو بالأساس عمق استراتيجي للأمن القومي المصري.

وشدد حزب التجمع على أن الدفاع عن اليمن هو دفاع عن أمننا القومي في اللحظة الراهنة تحتاج الي الاصطفاف الوطني خلف الدولة المصرية.

وتابع حزب التجمع أن العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي داخل دولة اليمن الشقيق بمشاركة من 10 دول علي رأسها السعودية ومصر جاءت ردا على محاولات الانقلاب المسلح من قبل جماعات الحوثيين المدعومين بعناصر خارجية للسيطرة علي موقعها الاستراتيجي الهام في إطار صراعات إقليمية ودولية تستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة وتوزيع ثرواتها ومناطق النفوذ بها.

وأكد حزب التجمع أن تأييده لتلك الخطوة العربية التي تلعب الدولة المصرية دورا بارزا فيها أنما ينطلق من إيمان عميق بأهمية الدفاع عن الأمن القومي العربي والإقليمي والمخاطر التي يتعرض لها والتي سبق وحذرنا منها في مواقف عديدة سابقة سواء مخططات تفتيت وتقسيم دول المنطقة أو جرها لحروب مذهبية وطائفية أو تنام للدور الإيراني في مناطق عدة مستهدفا توسيع دائرة نفوذه ومصالحه لامتلاك أوراق ضغط وتفاوض حول برنامجه النووي انتهاء بدعم ميلشيات وعناصر مسلحة تغرق المنطقة بأسرها في فوضي الإرهاب مثل تنظيمات القاعدة وداعش.

كانت المملكة العربية السعودية قد بدأت شن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية بغارات جوية على معاقل جماعة "أنصار الله" المعروفة بـ "الحوثي"، فجر اليوم الخميس، ردا على التصعيد العسكري للجماعة تجاه مدينة عدن التي يتحصن فيها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وقالت مصادر عسكرية مصرية وسعودية لوكالة أنباء أسوشيتدبرس أن القاهرة والرياض بدأتا بالتخطيط لشن عملية برية في اليمن، عصر اليوم الخميس.

وشاركت المملكة السعودية بـ100 طائرة مقاتلة و150 ألف مقاتل ووحدات عسكرية، في الهجوم الذي شنته في الساعات الأولى من صباح الخميس، باسم "عاصفة الحزم" على معاقل الحوثيين في اليمن، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "رويترز".

كما دفعت الأردن والمغرب بـ6 طائرات حربية، فضلا عن 3 طائرات سودانية، لتصل حصيلة الطائرات المشاركة في العملية إلى 165 طائرة، منها 24 طائرة إماراتية، و12 طائرة كويتية، و8 طائرات قطرية، و6 طائرات بحرينية، فضلا عن طائرات مصرية تشارك في الهجوم.

ويصل عدد الدول العربية المشاركة في العملية العسكرية إلى 10 دول حتى الآن، وفي سياق متصل أكد مصدر سيادي أن البحرية المصرية انتهت من عملية السيطرة على مضيق باب المندب بالفعل في الساعات الأولى من صباح اليوم.

وقال المصدر، في تصريح لـ"دوت مصر" اليوم الخميس، إن القطع البحرية المصرية تحركت أمس، الأربعاء، متجهة إلى المياه الإقليمية ناحية البحر الأحمر في طريقها إلى مضيق باب المندب.